- القرآن الكريم
- سور القرآن الكريم
- 1- سورة الفاتحة
- 2- سورة البقرة
- 3- سورة آل عمران
- 4- سورة النساء
- 5- سورة المائدة
- 6- سورة الأنعام
- 7- سورة الأعراف
- 8- سورة الأنفال
- 9- سورة التوبة
- 10- سورة يونس
- 11- سورة هود
- 12- سورة يوسف
- 13- سورة الرعد
- 14- سورة إبراهيم
- 15- سورة الحجر
- 16- سورة النحل
- 17- سورة الإسراء
- 18- سورة الكهف
- 19- سورة مريم
- 20- سورة طه
- 21- سورة الأنبياء
- 22- سورة الحج
- 23- سورة المؤمنون
- 24- سورة النور
- 25- سورة الفرقان
- 26- سورة الشعراء
- 27- سورة النمل
- 28- سورة القصص
- 29- سورة العنكبوت
- 30- سورة الروم
- 31- سورة لقمان
- 32- سورة السجدة
- 33- سورة الأحزاب
- 34- سورة سبأ
- 35- سورة فاطر
- 36- سورة يس
- 37- سورة الصافات
- 38- سورة ص
- 39- سورة الزمر
- 40- سورة غافر
- 41- سورة فصلت
- 42- سورة الشورى
- 43- سورة الزخرف
- 44- سورة الدخان
- 45- سورة الجاثية
- 46- سورة الأحقاف
- 47- سورة محمد
- 48- سورة الفتح
- 49- سورة الحجرات
- 50- سورة ق
- 51- سورة الذاريات
- 52- سورة الطور
- 53- سورة النجم
- 54- سورة القمر
- 55- سورة الرحمن
- 56- سورة الواقعة
- 57- سورة الحديد
- 58- سورة المجادلة
- 59- سورة الحشر
- 60- سورة الممتحنة
- 61- سورة الصف
- 62- سورة الجمعة
- 63- سورة المنافقون
- 64- سورة التغابن
- 65- سورة الطلاق
- 66- سورة التحريم
- 67- سورة الملك
- 68- سورة القلم
- 69- سورة الحاقة
- 70- سورة المعارج
- 71- سورة نوح
- 72- سورة الجن
- 73- سورة المزمل
- 74- سورة المدثر
- 75- سورة القيامة
- 76- سورة الإنسان
- 77- سورة المرسلات
- 78- سورة النبأ
- 79- سورة النازعات
- 80- سورة عبس
- 81- سورة التكوير
- 82- سورة الانفطار
- 83- سورة المطففين
- 84- سورة الانشقاق
- 85- سورة البروج
- 86- سورة الطارق
- 87- سورة الأعلى
- 88- سورة الغاشية
- 89- سورة الفجر
- 90- سورة البلد
- 91- سورة الشمس
- 92- سورة الليل
- 93- سورة الضحى
- 94- سورة الشرح
- 95- سورة التين
- 96- سورة العلق
- 97- سورة القدر
- 98- سورة البينة
- 99- سورة الزلزلة
- 100- سورة العاديات
- 101- سورة القارعة
- 102- سورة التكاثر
- 103- سورة العصر
- 104- سورة الهمزة
- 105- سورة الفيل
- 106- سورة قريش
- 107- سورة الماعون
- 108- سورة الكوثر
- 109- سورة الكافرون
- 110- سورة النصر
- 111- سورة المسد
- 112- سورة الإخلاص
- 113- سورة الفلق
- 114- سورة الناس
- سور القرآن الكريم
- تفسير القرآن الكريم
- تصنيف القرآن الكريم
- آيات العقيدة
- آيات الشريعة
- آيات القوانين والتشريع
- آيات المفاهيم الأخلاقية
- آيات الآفاق والأنفس
- آيات الأنبياء والرسل
- آيات الانبياء والرسل عليهم الصلاة السلام
- سيدنا آدم عليه السلام
- سيدنا إدريس عليه السلام
- سيدنا نوح عليه السلام
- سيدنا هود عليه السلام
- سيدنا صالح عليه السلام
- سيدنا إبراهيم عليه السلام
- سيدنا إسماعيل عليه السلام
- سيدنا إسحاق عليه السلام
- سيدنا لوط عليه السلام
- سيدنا يعقوب عليه السلام
- سيدنا يوسف عليه السلام
- سيدنا شعيب عليه السلام
- سيدنا موسى عليه السلام
- بنو إسرائيل
- سيدنا هارون عليه السلام
- سيدنا داود عليه السلام
- سيدنا سليمان عليه السلام
- سيدنا أيوب عليه السلام
- سيدنا يونس عليه السلام
- سيدنا إلياس عليه السلام
- سيدنا اليسع عليه السلام
- سيدنا ذي الكفل عليه السلام
- سيدنا لقمان عليه السلام
- سيدنا زكريا عليه السلام
- سيدنا يحي عليه السلام
- سيدنا عيسى عليه السلام
- أهل الكتاب اليهود النصارى
- الصابئون والمجوس
- الاتعاظ بالسابقين
- النظر في عاقبة الماضين
- السيدة مريم عليها السلام ملحق
- آيات الناس وصفاتهم
- أنواع الناس
- صفات الإنسان
- صفات الأبراروجزائهم
- صفات الأثمين وجزائهم
- صفات الأشقى وجزائه
- صفات أعداء الرسل عليهم السلام
- صفات الأعراب
- صفات أصحاب الجحيم وجزائهم
- صفات أصحاب الجنة وحياتهم فيها
- صفات أصحاب الشمال وجزائهم
- صفات أصحاب النار وجزائهم
- صفات أصحاب اليمين وجزائهم
- صفات أولياءالشيطان وجزائهم
- صفات أولياء الله وجزائهم
- صفات أولي الألباب وجزائهم
- صفات الجاحدين وجزائهم
- صفات حزب الشيطان وجزائهم
- صفات حزب الله تعالى وجزائهم
- صفات الخائفين من الله ومن عذابه وجزائهم
- صفات الخائنين في الحرب وجزائهم
- صفات الخائنين في الغنيمة وجزائهم
- صفات الخائنين للعهود وجزائهم
- صفات الخائنين للناس وجزائهم
- صفات الخاسرين وجزائهم
- صفات الخاشعين وجزائهم
- صفات الخاشين الله تعالى وجزائهم
- صفات الخاضعين لله تعالى وجزائهم
- صفات الذاكرين الله تعالى وجزائهم
- صفات الذين يتبعون أهواءهم وجزائهم
- صفات الذين يريدون الحياة الدنيا وجزائهم
- صفات الذين يحبهم الله تعالى
- صفات الذين لايحبهم الله تعالى
- صفات الذين يشترون بآيات الله وبعهده
- صفات الذين يصدون عن سبيل الله تعالى وجزائهم
- صفات الذين يعملون السيئات وجزائهم
- صفات الذين لايفلحون
- صفات الذين يهديهم الله تعالى
- صفات الذين لا يهديهم الله تعالى
- صفات الراشدين وجزائهم
- صفات الرسل عليهم السلام
- صفات الشاكرين وجزائهم
- صفات الشهداء وجزائهم وحياتهم عند ربهم
- صفات الصالحين وجزائهم
- صفات الصائمين وجزائهم
- صفات الصابرين وجزائهم
- صفات الصادقين وجزائهم
- صفات الصدِّقين وجزائهم
- صفات الضالين وجزائهم
- صفات المُضَّلّين وجزائهم
- صفات المُضِلّين. وجزائهم
- صفات الطاغين وجزائهم
- صفات الظالمين وجزائهم
- صفات العابدين وجزائهم
- صفات عباد الرحمن وجزائهم
- صفات الغافلين وجزائهم
- صفات الغاوين وجزائهم
- صفات الفائزين وجزائهم
- صفات الفارّين من القتال وجزائهم
- صفات الفاسقين وجزائهم
- صفات الفجار وجزائهم
- صفات الفخورين وجزائهم
- صفات القانتين وجزائهم
- صفات الكاذبين وجزائهم
- صفات المكذِّبين وجزائهم
- صفات الكافرين وجزائهم
- صفات اللامزين والهامزين وجزائهم
- صفات المؤمنين بالأديان السماوية وجزائهم
- صفات المبطلين وجزائهم
- صفات المتذكرين وجزائهم
- صفات المترفين وجزائهم
- صفات المتصدقين وجزائهم
- صفات المتقين وجزائهم
- صفات المتكبرين وجزائهم
- صفات المتوكلين على الله وجزائهم
- صفات المرتدين وجزائهم
- صفات المجاهدين في سبيل الله وجزائهم
- صفات المجرمين وجزائهم
- صفات المحسنين وجزائهم
- صفات المخبتين وجزائهم
- صفات المختلفين والمتفرقين من أهل الكتاب وجزائهم
- صفات المُخلَصين وجزائهم
- صفات المستقيمين وجزائهم
- صفات المستكبرين وجزائهم
- صفات المستهزئين بآيات الله وجزائهم
- صفات المستهزئين بالدين وجزائهم
- صفات المسرفين وجزائهم
- صفات المسلمين وجزائهم
- صفات المشركين وجزائهم
- صفات المصَدِّقين وجزائهم
- صفات المصلحين وجزائهم
- صفات المصلين وجزائهم
- صفات المضعفين وجزائهم
- صفات المطففين للكيل والميزان وجزائهم
- صفات المعتدين وجزائهم
- صفات المعتدين على الكعبة وجزائهم
- صفات المعرضين وجزائهم
- صفات المغضوب عليهم وجزائهم
- صفات المُفترين وجزائهم
- صفات المفسدين إجتماعياَ وجزائهم
- صفات المفسدين دينيًا وجزائهم
- صفات المفلحين وجزائهم
- صفات المقاتلين في سبيل الله وجزائهم
- صفات المقربين الى الله تعالى وجزائهم
- صفات المقسطين وجزائهم
- صفات المقلدين وجزائهم
- صفات الملحدين وجزائهم
- صفات الملحدين في آياته
- صفات الملعونين وجزائهم
- صفات المنافقين ومثلهم ومواقفهم وجزائهم
- صفات المهتدين وجزائهم
- صفات ناقضي العهود وجزائهم
- صفات النصارى
- صفات اليهود و النصارى
- آيات الرسول محمد (ص) والقرآن الكريم
- آيات المحاورات المختلفة - الأمثال - التشبيهات والمقارنة بين الأضداد
- نهج البلاغة
- تصنيف نهج البلاغة
- دراسات حول نهج البلاغة
- الصحيفة السجادية
- تصنيف الصحيفة السجادية
- تصنيف الصحيفة بالموضوعات
- الباب السابع : باب الاخلاق
- الباب الثامن : باب الطاعات
- الباب التاسع: باب الذكر والدعاء
- الباب العاشر: باب السياسة
- الباب الحادي عشر:باب الإقتصاد
- الباب الثاني عشر: باب الإنسان
- الباب الثالث عشر: باب الكون
- الباب الرابع عشر: باب الإجتماع
- الباب الخامس عشر: باب العلم
- الباب السادس عشر: باب الزمن
- الباب السابع عشر: باب التاريخ
- الباب الثامن عشر: باب الصحة
- الباب التاسع عشر: باب العسكرية
- الباب الاول : باب التوحيد
- الباب الثاني : باب النبوة
- الباب الثالث : باب الإمامة
- الباب الرابع : باب المعاد
- الباب الخامس: باب الإسلام
- الباب السادس : باب الملائكة
- تصنيف الصحيفة بالموضوعات
- أسماء الله الحسنى
- أعلام الهداية
- النبي محمد (صلى الله عليه وآله)
- الإمام علي بن أبي طالب (عليه السَّلام)
- السيدة فاطمة الزهراء (عليها السَّلام)
- الإمام الحسن بن علي (عليه السَّلام)
- الإمام الحسين بن علي (عليه السَّلام)
- لإمام علي بن الحسين (عليه السَّلام)
- الإمام محمد بن علي الباقر (عليه السَّلام)
- الإمام جعفر بن محمد الصادق (عليه السَّلام)
- الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السَّلام)
- الإمام علي بن موسى الرضا (عليه السَّلام)
- الإمام محمد بن علي الجواد (عليه السَّلام)
- الإمام علي بن محمد الهادي (عليه السَّلام)
- الإمام الحسن بن علي العسكري (عليه السَّلام)
- الإمام محمد بن الحسن المهدي (عجَّل الله فرَجَه)
- تاريخ وسيرة
- "تحميل كتب بصيغة "بي دي أف
- تحميل كتب حول الأخلاق
- تحميل كتب حول الشيعة
- تحميل كتب حول الثقافة
- تحميل كتب الشهيد آية الله مطهري
- تحميل كتب التصنيف
- تحميل كتب التفسير
- تحميل كتب حول نهج البلاغة
- تحميل كتب حول الأسرة
- تحميل الصحيفة السجادية وتصنيفه
- تحميل كتب حول العقيدة
- قصص الأنبياء ، وقصص تربويَّة
- تحميل كتب السيرة النبوية والأئمة عليهم السلام
- تحميل كتب غلم الفقه والحديث
- تحميل كتب الوهابية وابن تيمية
- تحميل كتب حول التاريخ الإسلامي
- تحميل كتب أدب الطف
- تحميل كتب المجالس الحسينية
- تحميل كتب الركب الحسيني
- تحميل كتب دراسات وعلوم فرآنية
- تحميل كتب متنوعة
- تحميل كتب حول اليهود واليهودية والصهيونية
- المحقق جعفر السبحاني
- تحميل كتب اللغة العربية
- الفرقان في تفسير القرآن -الدكتور محمد الصادقي
- وقعة الجمل صفين والنهروان
السيرة
النبوية
|
||||||||||||
الدرس الأول: السيرة النبوية ومصادرها الأصلية
|
||||||||||||
كلمة السيرة : مشتقة من كلمة السير. والسير: يعني المشي والحركة. بينما السيرة :
تعني طريقة المشي
والحركة والسلوك. فمثلاً: كيف
كان سلوكه؟ وكيف كانت أخلاقه وعلاقاته مع أصحابه وزوجاته
ومجتمعه؟ وكيف
كان يبلّغ رسالته؟ إن الكشف
عن جوانب شخصية النبي صلى الله عليه وآله وسلم وما يرتبط بحياته ومواقفه وسلوكه وأوضاعه وطريقة تعامله
مع الأحداث والتحديات والمستجدات
وغير ذلك هو ما يراد بحثه عادة في السيرة
النبوية. |
||||||||||||
مصادر يمكننا أن نستخلص بالاعتماد عليها
معالم شخصية النبي وتفاصيل حياته وسيرته وهي:
|
||||||||||||
أولاً: القران الكريم:
|
||||||||||||
فإن
القران الكريم أعطى صورةً واضحة ورائعة عن شخصية النبي صلى الله عليه وآله وسلم وصفاته وخصائصه ومواقفه
في كثير من السور والايات، ويستطيع قارىءُ القران بالتدبُّر التام في الايات التي نزلت في شأنِ رسول
الله، أنْ يحيط بالكثير من
جوانب شخصيته وحياته مُنذ أن بعثه الله وإلى أن فارق هذه الدنيا. |
||||||||||||
ثانياً: النصوصُ الواردة عن أئمة أهل البيت ع
التي عرضت سيرة وحياة رسول الله.
|
||||||||||||
إنّ هذه النصوص
تعتبر بعد القران أهمّ المصادر التي نأخذ منها خصائص ومميزات شخصية النبي وتفاصيل حياته، على
اعتبار أن أهل البيت عليهم السلام أدرى بما فيه، وأنهم الأئمة المعصومون الذين يحملون العلم الإلهي.. وعندهم
علم الكتاب وعلم ما كان ويكون.
وليس لأحد كائناً من كان أن يناقش فيما يُنقل بطريق
صحيح عن عليّ بن أبي طالب عليه السلام
الذي لازم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في جميع
مراحل حياته،
حيث كان يتبعه اتباع الفصيل أثرَ أمه، ويراه في الأوقات التي لا يراه فيها غيرُه. |
||||||||||||
ثالثاً: الروايات التاريخية المروية بالتواتر عن المسلمين
الأوّلين.
|
||||||||||||
النصوص
المروية عن الأثبات من الصحابة الذين
لا يميل بهم هوى عن جادة الحق، والتي تتحدّث عن سيرة النبي، تُعتبر من مصادر السيرة والتاريخ إذا ثبتت صحتها
بالتواتر أو بإحدى وسائل الإثبات الأخرى. |
||||||||||||
وأهمُّ
الضوابط والقواعد التي ينبغي
اعتمادها في هذا المجال هي:
|
||||||||||||
أولاً: دراسة أحوال وأوضاع الناقلين للحديث.
|
||||||||||||
إنَّ
أول ما ينبغي ملاحظته في الحديث المنقول هو
سنده، والسندُ:
هو عبارةٌ عن مجموع أسماء الأشخاص
الذين نقلوا لنا الحديث أو الحدث التاريخي، فلا بُدّ من دراسة أحوال
وأوضاع هؤلاء الرواة
لمعرفة ميولهم وارتباطاتهم السياسية والمصلحية، ولمعرفة مدى صدقهم ودقتهم فيما أخبرونا به،
وبالتالي مدى امكانية الوثوق والاعتماد
على نقلهم. |
||||||||||||
ثانياً: أن يكون
مضمونُ النص الذي يحكي لنا فعل وسلوك النبي منسجماً مع صفات وخصائص الشخصية
النبوية ومميزاتها،
|
||||||||||||
فإذا جاء النص
منسجماً ومتناسباً
مع الوضع الطبيعي لشخصية رسول الله المثالية بما لها من
خصائص ومميزاتٍ رسالية،
فإنه يكون مقبولاً ونأخذُ بمضمونه إذا توافرت فيه سائرُ شروط القبول الأخرى. |
||||||||||||
ثالثاً: عرضُ النصوص التاريخية وغيرها على القران
الكريم
|
||||||||||||
وثالثاً: عرضُ النصوص التاريخية وغيرها على القران الكريم فما وافق كتاب الله نأخذ به وما
خالفه نتركه، وهذه قاعدةٌ لا بُدَّ أن
نعتمدها ليس
في نصوص السيرة فحسب، بل في كلّ الأحاديث
المنقولة عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أو عن أحد أئمة أهل البيت عليهم السلام سواء أكانت تاريخاً أو
فقهاً أو أخلاقاً أو غير ذلك. |
||||||||||||
رابعاً: عدم التناقض والتنافي بين النصوص،
|
||||||||||||
رابعاً: عدم التناقض والتنافي بين النصوص، فإن وجود التناقض فيما بينها يشير إلى وجود نص مجعول، أو تعرض النص لتصرف ما
أزاله عن وجهته الصحيحة، الأمر الذي يستدعي مزيداً من الانتباه، وبذل المزيد من الجهد لمعرفة الصحيح من المزيّف منها. |
||||||||||||
خامساً: ان لا
يخالف النص الواقع المحسوس
|
||||||||||||
خامساً: ان لا يخالف النص الواقع المحسوس، كما لو
أدعى النص: أن
أقرب طريق من مكة إلى المدينة يمر عبر الأندلس. |
||||||||||||
سادساً: ان لا
يخالف البديهيات
والضرورات العقلية الثابتة،
|
||||||||||||
ان لا يخالف البديهيات والضرورات العقلية الثابتة، ومن ذلك قولهم: إن اللَّه
عادل وحكيم، ولكنه
يجبر عباده على أفعالهم، ثم يعاقبهم عليها. |
||||||||||||
سابعاً: ان لا
يخالف الحقائق العلمية الثابتة بالأدلة القطعية،
|
||||||||||||
ان لا يخالف الحقائق العلمية الثابتة بالأدلة القطعية، كالنص الذي
يقول: ان الأرض تقوم على قرن ثور. |
||||||||||||
ثامناً: ان لا يحمل
النص تناقضاً
مع ما هو ثابت تاريخياً بصورة قطعية،
|
||||||||||||
ان لا يحمل النص تناقضاً مع ما هو ثابت تاريخياً بصورة قطعية، فإذا كان من الثابت ان الاسراء والمعراج قد
حصلا قبل الهجرة، وثبت أن عائشة إنما انتقلت إلى
بيت رسول اللَّه صلى الله
عليه وآله وسلم بعد الهجرة، فلا يمكن بعد
هذاتصديق النص الذي ينقل عن عائشة نفسها أنها قالت: ما فقدت
جسد رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم في تلك
الليلة؛ يعني
ليلة الاسراء والمعراج. |
||||||||||||
تاسعاً: ان يكون
النص الصادر عن رسول اللَّه ص أو أحد الأئمة المعصومين ع موافقاً
للاحكام العقلية
والفطرية السليمة،
|
||||||||||||
ان يكون النص الصادر عن رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم
أو أحد الأئمة المعصومين عليهم السلام موافقاً للاحكام العقلية والفطرية
السليمة، ومن
ذلك حكم العقل بوجوب عصمة النبي صلى الله عليه وآله وسلم والامام عليه السلام عن الخطأ، فالنص الذي يريد أن
ينسب إلى النبي صلى الله
عليه وآله وسلم والامام المعصوم عليه السلام خطأً
معيناً، لا نتردد في رفضه ولا نشك في أنه من الأخبار المصطنعة. |
||||||||||||
الدرس الثاني:
حالة المجتمعات العربية
قبل الاسلام
|
||||||||||||
البداية الطبيعية للحديث عن رسول الله محمد
بن عبد الله صلى الله عليه وآله وسلم تفرض علينا إعطاء لمحة عن تاريخ ما قبل البعثة وما اتصل بها من أحداث
ووقائع، لنتعرف الى الظروف
والأوضاع التي كانت تحكم المجتمعات العربية انذاك والمنطقة التي انطلقت فيها دعوة النبي صلى الله عليه وآله
وسلمالى الاسلام. |
||||||||||||
أولاً- الوضع
الديني:
|
||||||||||||
على المستوى الديني:
كانت الوثنية
هي الديانة الكبرى في شبه الجزيرة العربية وكانت
عقيدة الشرك، وعبادة الأصنام
متفشية بين سكان هذه المنطقة. |
||||||||||||
ثانياً- الوضع السياسي:
|
||||||||||||
وأما على المستوى السياسي: فإن سكان شبه الجزيرة العربية انذاك، لم يخضعوا لأيّ نظام أو سلطة مركزية غير سلطة القبيلة. |
||||||||||||
ثالثاً- الوضع الاجتماعي:
|
||||||||||||
أما الوضع الاجتماعي:
فإن الحياة الصعبة التي كان يعيشها الانسان العربي في البادية، والحكم القبلي، وعدم وجود روادع دينية أو
وجدانية قوية، دفعت بالقبائل الى ممارسة الحرب والاعتداء على بعضها البعض كوسيلة من وسائل تأمين العيش
أحياناً، وأحياناً لفرض السيطرة،
وأحياناً أخرى للثأر والاقتصاص، فكانت تُغيرُ هذه القبيلة على تلك وتستولي على أموالها وتسبي نساءها وأطفالها
وتقتلُ أو تأسر من تقدر عليه من رجالها، ثم تعود القبيلة المنكوبة تتربّص بالقبيلة التي غلبتها وهكذا. |
||||||||||||
رابعاً -الوضع الأخلاقي:
|
||||||||||||
وأما الوضع الاخلاقي العام:
فقد كانت القسوة والفاحشة وتعاطي الخمر والربا ووأد البنات والأبناء خشية العار والفقر هي السمات العامة للأخلاق المتفشية في المجتمع الجاهلي. |
||||||||||||
بعثة رسول الله صلى الله عليه وآله
وسلم
|
||||||||||||
ومن
قلب هذا المجتمع، ومن
قلب هذا الجوّ القبلي المعقد والمشرذم الذي توافرت فيه كلّ أنواع الفساد والبعد عن القيم والأخلاق، الذي يتطلب
عملية تغيير شاملة، خرج رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ليكون قائد
عملية التغيير هذه بالوحي الإلهي وبالرعاية الربانية وعلى أساس الحق والصدق والطهر،
وقد استطاع الرسول صلى الله عليه
وآله وسلم في فترةٍ وجيزةٍ جداً أن ينقل هذه
الأمة من حضيض الذل والمهانة الى أوج العظمة والعزّة والكرامة، وأن يغرس فيها شجرة الايمان التي
من شأنها أن تغيّر فيها كلّ عاداتها ومفاهيمها الجاهلية وأن تقضي على كل أسباب شقائها والامها. |
||||||||||||
العوامل
المساعدة على انتصار الإسلام
|
||||||||||||
ولعل أهم العوامل التي ساعدت على انتصار الإسلام وانتشاره في سرعة
قياسية هي: |
||||||||||||
أولاً- نوع معجزة
الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم:
|
||||||||||||
وهي هذا القران الكريم
الذي حيّر العرب ليس بما يتضمنه من قيم وعلوم ومعارف وقوانين عامة وشاملة فحسب، وإنما بما اشتمل
عليه من بلاغة وفصاحة وبيان، حيث استطاع بذلك أن يقهر العرب ويبهرهم فيما كانوا يعتبرون أنفسهم
ويعتبرهم العالم بأسره قمة فيه. |
||||||||||||
ثانياً- خصائص
شخصية رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:
|
||||||||||||
ومميزاته الذاتية والأخلاقية والقيادية، أي سيرته، وأخلاقه، وسلوكه،
وقيادته، وإدارته،
وأسلوبه في نشر الدعوة، وإصراره وتحمله لكل المشاق والالام والأذى، ورفضه لكل المساومات، وصبره وثباته في
مواقع التحدي، فقد كانت هذه المميزات عامل
استقطاب وجذب..
وكان لها الأثر الكبير في ظهور دعوته وسرعة
انتصار وانتشار رسالته. |
||||||||||||
ثالثاً- الحالة
الاجتماعية والأخلاقية المتردية
|
||||||||||||
الحالة الاجتماعية والأخلاقية المتردية: التي كانت سائدة في المجتمع العربي انذاك مما أشرنا إليه
فيما تقدم،
فإن هذه الأوضاع القاسية التي كانت تهيمن على الأمة، وذلك الضياع الذي كان يسيطر عليها، قد هيأ الانسان
الجاهلي المسحوق نفسياً لقبول الحق والتفاعل معه، وجعله يتطلع إلى الدعوة على أنها الأمل الوحيد الذي يستطيع
أن يخفف من شقائه والامه،
وينقذه من واقعه المزري والمهين ذاك. |
||||||||||||
رابعاً- بشائر أهل الكتاب (اليهود والنصارى)
|
||||||||||||
بشائر أهل الكتاب (اليهود
والنصارى) بقرب
ظهور نبي في المنطقة العربية، فإن تلك البشارات قد سهلت هي الأخرى قبول دعوة النبي
صلى الله عليه وآله وسلم وانتشار رسالته
بين الناس من ذوي الفطرة السليمة كما تقدم. |
||||||||||||
خامساً- الفراغ العقائدي والسياسي: التي كانت تعيشه المنطقة انذاك.
|
||||||||||||
سادساً- صمود أصحابه صلى الله عليه وآله وسلم
|
||||||||||||
وثباتهم
في مواجهة الضغوط النفسية والاقتصادية والاجتماعية، وتحملهم لالام، وصبرهم على التعذيب والجوع
والاضطهاد بمختلف أنواعه، ثم
اندفاعهم للجهاد والتضحية والشهادة بكل قوة وشجاعة وشوق من أجل الدفاع عن العقيدة والرسالة، وطاعتهم المطلقة
لرسول الله، وانضباطهم التام في إطار قيادته والتكاليف التي كان يحددها لهم. |
||||||||||||
الدرس الثالث: مكانة
النبي صلى الله عليه وآله وسلم قبل البعثة
|
||||||||||||
اتفق المؤرخون
على أن محمداً صلى الله عليه وآله وسلم أصبح في مطلع شبابه موضع احترام في
مجتمعه، لِمَا كان يمتلكه في شخصيته من وعي، وحكمة، وإخلاص، وبُعد نظر. |
||||||||||||
حلف
الفضول:
|
||||||||||||
بعد
سلسلة من حوادث الاعتداء على أموال وأعراض بعض الوافدين الى مكة في موسم الحج
للزيارة أو التجارة، دعا الزبير بن عبد المطلب
الى إقامة تحالف بين قبائل قريش بهدف: مواجهة كل
من يعتدي على الاخرين، ووضعِ حدٍ لغطرسة بعض المكّيين الذين كانوا يتعمدون الإساءة ويقومون
بالاعتداء على الزائرين. |
||||||||||||
إن نظرة تحليلية
بسيطة على هذا الحلف تقودنا الى تسجيل الأمور التالية:
|
||||||||||||
أولاً: إن ثناء النبي
صلى الله عليه وآله وسلم على هذا الحلف، ومشاركته فيه، وامضاءه له، يدل على أن
هذا الحلف ينسجم في أهدافه مع أهداف الاسلام،
لأنه قائم على أساس الحق والعدل والخير. |
||||||||||||
تجديد
بناء الكعبة:
|
||||||||||||
أول
من بنى الكعبة ادم عليه السلام، ثم انهدم البناء فكان ابراهيم عليه السلام أول
من رفع قواعده من جديد وأبان اعلامه وذلك بأمر من الله ليكون مركزاً للتوحيد
والعبادة، وذلك بعد أن هاجر ابراهيم بزوجته هاجر وولده اسماعيل إلى أرض مكة. |
||||||||||||
يذكر
اليعقوبي روايتين في سبب ذلك:
|
||||||||||||
الأولى: إنها تصدعت من اثار السيول. |
||||||||||||
إن التأمل في وقائع
هذه الحادثة يجعلنا نخلص إلى النتائج التالية:
|
||||||||||||
الأولى: إن
اشتراط قريش أن تكون نفقة الكعبة طيبة لا ربا ولا غصب فيها ولامظلمة لأحد... إن دلَّ على شيء فإنما يدل على شعور حقيقي بقبح هذه
الأمور وعدم رضا الله والوجدان بها، وقد يفسر ذلك أيضاً باقتضاء الفطرة لذلك،
وحكم العقل بقبحه. |
||||||||||||
البعثة النبوية
|
||||||||||||
لقد
أعدَّ الله نبيه محمداً صلى الله عليه وآله وسلم وهيّأه لحمل الرسالة وأداء
الأمانة الكبرى وانقاذ البشرية، وحين بلغ الأربعين من عمره الشريف اختاره الله
رسولاً وهادياً للبشرية جمعاء. |
||||||||||||
وقد اتفق المؤرخون
والمحدثون
|
||||||||||||
وقد اتفق المؤرخون والمحدثون على أن علي بن أبي طالب عليه
السلام هو أول الناس اسلاماً وإيماناً وتصديقاً برسول الله صلى الله عليه
وآله وسلم، وكان عمره انذاك عشر سنوات أو اثنتي عشرة
سنة. يقول عليه السلام
وهو يصف حاله مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "ولقد
كنت اتبعه أتباع الفصيل أثر أمه، يرفع لي في كل يوم من أخلاقه علماً ويأمرني
بالاقتداء به، ولقد كان يجاور في كل سنة بحراء فأراه ولا يراه غيري، ولم يجمع
بيت واحد يومئذ في الاسلام غير رسول الله وخديجة وأنا ثالثهما، أرى نور الوحي
والرسالة، وأشم ريح النبوة، ولقد سمعت رنة الشيطان حين نزل الوحي عليه، فقلت: يا
رسول الله، ما هذه الرنة؟ فقال: هذا الشيطان قد أيس من عبادته، إنك تسمع ما
أسمع، وترى ما أرى، إلاّ أنك لست بنبي ولكنك الوزير وإنك لعلى خير". نهج البلاغة: الخطبة:192. |
||||||||||||
وأما القول بأن
علياً عليه السلام هو أول من أسلم من الصبيان لا من الرجال. فهو قول عجيب، وذلك
لما يلي:
|
||||||||||||
أولاً: أنه قد جاء في بعض النصوص المروية
عن علي عليه السلام وعن غيره التعبير: بأنه (أول رجل أسلم)، ففي سيرة المورخ
الشهير ابن اسحاق(سيرة ابن اسحاق: ص138).ت151)
أن علياً عليه السلام أول الرجال إسلاماً، مما يعني أنه كان حينئذٍ رجلاً بالغاً. على أن ثمة أقوالاً كثيرة في سنّ علي عليه السلام حين إسلامه، فالحافظ بن عبد الرزاق، وابن أبي
شيبة، والمحدث الكليني، والحسن البصري، والأسكافي وغيرهم كثير، يذكرون في سن علي
رقماً يتراوح بين 12 سنة إلى 16 سنة، وبعضهم
يتجاوز ذلك أيضاً، فكيف يصح وصفه بالصبي؟! |
||||||||||||
الدرس الرابع: ما بين البعثة والهجرة
|
||||||||||||
الدعوة وتحديات
قريش:
|
||||||||||||
الدعوة الاسلامية
في حياة النبي صلى الله عليه وآله وسلم منذ بعثته الى وفاته مرت بثلاث مراحل:
|
||||||||||||
المرحلة
الأولى (الدعوة الهادئة للأفراد)
|
||||||||||||
كانت
دعوة النبي صلى الله عليه وآله وسلم في البداية تتجه نحو احاد الناس بصورة هادئة
بعيداً عن أجواء التحدي وذلك حذراً من وقع المفاجأة على قريش التي كانت متعصبة
لشركها ووثنيتها، فلم يكن صلى الله عليه وآله وسلم يُظهر الدعوة في المجالس
العامة لقريش، ولم يكن يدعو إلاّ من يغلب على الظن أنه سيؤمن به، فامن به عدد
قليل من الناس تباعاً، وكان هؤلاء يلتقون بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم
باستمرار، وكانوا إذا أرادوا ممارسة العبادة والصلاة
تعرضوا للأذى، فصاروا يذهبون الى شعاب مكة يستخفون فيها عن أنظار قريش، فصاروا
يلاحقونهم إلى هناك، وبعد ان مرت ثلاث سنوات تقريباً.. وصارت تحدث صدامات
بينهم وبين المشركين الذين كانوا يرصدونهم ويتعمدون إيذائهم، اختار النبي صلى
الله عليه وآله وسلم لهم دار الارقم بن أبي الأرقم في مكة ليلتقي بهم فيها،
ولتكون مركزاً يمارسون فيه عبادتهم وصلاتهم بعيداً عن أنظار قريش. |
||||||||||||
المرحلة
الثانية الدعوة العامة
|
||||||||||||
وفي
هذه المرحلة استجاب الرسول صلى الله عليه وآله وسلم لقوله تعالى: ﴿وانْذِرْ عَشِيرتَكَ الأقْرَبِينَ﴾ وقوله
تعالى: ﴿فاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ
وأعْرِضْ عَنِ المُشْرِكِينَ﴾،
وبدأ بتنفيذ أمر ربه بالدعوة العامة عبر خطوتين: |
||||||||||||
الخطوة الثانية: دعوة عامة الناس
بمن فيهم قريش إلى الدخول في الاسلام.
|
||||||||||||
فقد ذكر المؤرخون:
أنه بعد أن أنذر النبي صلى الله عليه وآله وسلم عشيرته الأقربين، وانتشر أمر
نبوته في وسط مكة، بدأت قريش تتعرض للنبي صلى الله عليه وآله وسلم بالاستهزاء
والسخرية والتكذيب، وكان من جملة الذين استهزؤا به عمه أبو لهب، فأنزل الله قوله
تعالى: ﴿فَاصْدَعْ بِمَا
تُؤْمَرُ وأعْرِضْ عَنِ المُشْرِكينَ إنَّا كَفَيْنَاكَ المُسْتَهْزِئينَ﴾
الحجر95. وكانت هذه الاية تمثِّل الأمر
بإعلان الدعوة أمام جميع الناس مهما كانت النتائج، وقد وعده الله فيها بأنه
سيكفيه المستهزئين ويتولى هو عز وجل أمرهم. فكانت
الخطوة الثانية تنفيذاً لأمر الله في الاية، حيث صعد النبي على الصفا ونادى
قريشاً وقبائل مكة فلما اجتمعوا قال لهم: "أرأيتم
لو أخبرتكم أن خيلاً في سفح جبل قد طلعت عليكم أكنتم مصدقي؟"، قالوا: نعم، أنت عندنا غير متهم وما جربنا عليك كذباً قط. فقال: "إني نذير لكم من عذاب شديد، إن الله أمرني أن أنذركم من عقابه،
وإني لا أملك لكم من الدنيا منفعة ولا من الاخرة نصيباً إلاّ أن تقولوا لا إله
إلا الله". |
||||||||||||
ردود فعل قريش:
|
||||||||||||
كان
رد فعل قريش أمام جهره صلى الله عليه وآله وسلم بالدعوة، أن أدبروا عنه
وتنكَّروا لدعوته، وبدأوا يحاولون بشتى الأساليب القضاء على حركته، وأهم المحاولات التي قاموا بها هي: |
||||||||||||
1- مواجهة النبي صلى الله عليه وآله وسلم بالتكذيب، والسخرية،
والاستخفاف والاستهزاء، ورميه بأنواع التهم من قبيل ساحر ومجنون، وكان ذلك هو رد الفعل الأولي، ولم يصل رد الفعل هذا
الى حد المواجهة المباشرة، إلاّ أن استمرار النبي صلى الله عليه وآله وسلم
بالدعوة وإصراره عليها من جهة، وتعرضه لالهة
قريش وأصنامها من جهة أخرى، واتساع نشاط النبي
وتكاثر المسلمين باستمرار من جهة ثالثة، جعل
المشركين يشعرون بجدية الموقف وخطورته والتفكير في محاولة جديدة بعيدة عن العنف،
فقرروا: 8- المقاطعة لبني هاشم، وفرض حصار اجتماعي واقتصادي عليهم، وهو
ما عرف بحصار الشعب، فقد اجتمع المشركون في دار الندوة وكتبوا
وثيقة اتفقوا فيها على البنود التالية: |
||||||||||||
ما بين البعثة والهجرة
|
||||||||||||
مواجهة تحديات قريش:
|
||||||||||||
اتبع النبي
صلى الله عليه وآله وسلم في مواجهة محاولات قريش للقضاء على الاسلام، الخطوات
التالية: |
||||||||||||
الهجرة الى الحبشة:
|
||||||||||||
هاجر
المسلمون الى الحبشة في رجب من السنة الخامسة للبعثة بعدما
أمرهم النبي بذلك وقال لهم: إن بها ملكاً لا يظلم عنده أحد. وكان عددهم في أرض
الحبشة ثلاثة وثمانين ما بين رجل وامرأة عدا الأطفال، وكان في مقدمتهم جعفر بن أبي طالب ابن عم رسول الله صلى الله عليه وآله
وسلم. |
||||||||||||
الخروج الى الطائف:
|
||||||||||||
خرج النبي الى الطائف في السنة العاشرة من البعثة وأقام فيها
عشرة أيام يتجول
بين أحيائها ويدعو أهلها الى الاسلام، ولكنهم لم يسمعوا منه، بل جلسوا في الطريق
يرمونه بالحجارة حتى جرح في رأسه، فانصرف رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
راجعاً الى مكة. |
||||||||||||
بيعة العقبة:
|
||||||||||||
بعد
أن عاد النبي صلى الله عليه وآله وسلم من الطائف استأنف جهوده عند حلول موسم
الحج متنقلاً بين وفودها،
حيث اجتمع بستة من أهل يثرب في المدينة في السنة
الحادية عشرة من البعثة، فدعاهم لرسالته، فامنوا به، وأقسموا أن يعملوا في سبيلها
عند عودتهم الى بلدهم. |
||||||||||||
العقبة
الأولى
|
||||||||||||
وعندما
حل موسم الحج في العام الثاني التقى صلى الله
عليه وآله وسلم مع اثني عشر رجلاً من اليثربيين،
واجتمع بهم سراً في واد ضيق بالعقبة بين مكة ومنى، وهي العقبة
الأولى، وقد أعلنوا فيها إيمانهم واستعدادهم للعمل على نشر الاسلام،
وبايعوا رسول الله على ذلك. |
||||||||||||
العقبة
الثانية
|
||||||||||||
وفي العام التالي أي في السنة الثالثة عشرة من البعثة وبعد مرور عام كامل على بيعة العقبة الأولى عاد مصعب
بن عمير الى مكة ومعه جمع كبير من مسلمي المدينة، خرجوا مستخفين مع حجاج
قومهم المشركين.. ويبدو أن مصعباً قبل حضوره الى مكة، كان قد رتّب اجتماعاً بين
الرسول صلى الله عليه وآله وسلم وبين مسلمي يثرب بعد انتهاء موسم الحج. |
||||||||||||
الهجرة إلى المدينة
|
||||||||||||
بعد
بيعة العقبة سمح النبي صلى الله عليه وآله وسلم
للمسلمين وخاصة لأولئك الذين كانوا يتعرضون للإيذاء والضغوط بالهجرة الى
المدينة، وقال لهم فيما
يروى عنه صلى الله عليه وآله وسلم: إن الله عز وجل قد
جعل لكم إخواناً وداراً تأمنون بها. |
||||||||||||
دوافع الهجرة:
|
||||||||||||
لم
تكن الهجرة الى المدينة رد فعل لاضطهاد قريش بل كانت فعلاً خطط له النبي صلى
الله عليه وآله وسلم لتكون المدينة قاعدة ارتكاز للدعوة. |
||||||||||||
وأهم
الدوافع التي أدت للهجرة هي:
|
||||||||||||
أولاً: إن مكة لم تعد مكاناً صالحاً للدعوة فقد حصل النبي منها على أقصى ما يمكن الحصول عليه ولم يبق
بعد أي أمل في دخول فئات جديدة في الدين الجديد في المستقبل القريب على الأقل،
خصوصاً بعدما نجحت قريش في وضع الحواجز والعراقيل
الكثيرة أمام تقدم هذا الدين وانتشاره، لذلك كان لا بدّ من الانتقال إلى مكان
اخر ينطلق الاسلام فيه بحرية بعيداً عن ضغوط قريش، وفي منأى عن مناطق سيطرتهم
ونفوذهم. |
||||||||||||
سر أختيار المدينة:
|
||||||||||||
كانت المدينة مهيأة جغرافياً واجتماعياً واقتصادياً لتكون قاعدة صلبة للاسلام: |
||||||||||||
الدرس الخامس: بناء الدولة المجتمع السياسي الاسلامي
|
||||||||||||
باشر النبي
صلى الله عليه وآله وسلم فور وصوله الى المدينة المنورة بأعمال تأسيسية ترتبط ببناء المجتمع السياسي الاسلامي، وبمستقبل
الدعوة الاسلامية، وأبرزها: |
||||||||||||
أولاً- بناء المسجد
|
||||||||||||
وكان
يعمل فيه بيده الشريفة الى جانب المسلمين حتى أتموا بناءه. |
||||||||||||
ثانياً- المؤاخاة
|
||||||||||||
في
سبيل ترجمة الرؤية النظرية في الاسلام الى واقع معاش، وفي سبيل التمهيد لولادة
الأمة الجديدة بتركيب مجتمعي ذي صيغة منظورة ذات ملامح، وفي سبيل توكيد وحدة
المسلمين والتغلب على التناقضات الداخلية القائمة بين الأوس والخزرج، والتناقضات
المتوقعة بين المهاجرين والانصار، وفي سبيل تحطيم الاعتبار الطبقي القبلي،
والاقتصادي، وعلاج مشكلة التفاوت في المستوى المعيشي، والتعبير العملي عن مبدأ
المواساة والمساواة الاسلامي، الى جانب تعميق العلاقة الايمانية بين المسلم ين:
أقدم النبي صلى الله عليه وآله وسلم على أول خطوة تنظيمية للمجتمع الجديد هي
المؤاخاة بين المهاجرين والأنصار. |
||||||||||||
ثالثاً- الصحيفة: مع بداية الهجرة
كان ثمة خمس طوائف من السكان في المدينة هم:
|
||||||||||||
1- المهاجرون:
الذين ضحوا بوطنهم وأموالهم وعلاقاتهم طلباً للحرية وحرصاً على دينهم، فهاجروا
من مكة الى المدينة. |
||||||||||||
الوثيقة بمثابة دستور عمل لتنظيم
علاقات المسلمين
|
||||||||||||
فهذه
الوثيقة بمثابة دستور عمل لتنظيم علاقات المسلمين فيما
بينهم، وعلاقاتهم مع المتهودين، في ظل الدولة الاسلامية
الناشئة. |
||||||||||||
رابعاً- موادعة
اليهود
|
||||||||||||
اليهود
المقصودون في وثيقة الصحيفة الانفة الذكر: هم المتهودون
من قبائل الانصار وليس اليهود الذين هم من أصل اسرائيلي. |
||||||||||||
خامساً- اعداد
القوة العسكرية:
|
||||||||||||
فقد
أقدم النبي صلى الله عليه وآله وسلم على خطوةٍ أخرى على طريق بناء الدولة، وهي خطوة الأعداد العسكري وإعداد القوة البشرية المدربة،
وإعداد السلاح والخيل وغير ذلك مما تحتاجه القوة المسلحة، وذلك عملاً
بقوله تعالى: ﴿وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو
الله وعدوكم، واخرين من دونهم﴾ الأنفال60. |
||||||||||||
ما
يمكن استفادته من الروايات المتفرقة
|
||||||||||||
وما
يمكن استفادته من الروايات المتفرقة فيما يتعلق بتنظيم القوة العسكرية وإدارة
المعارك الدفاعية في عهد النبي صلى الله عليه وآله وسلم هو الملامح التالية: ثانياً- تشكيل الجيش: كان
النبي يشكل الجيش والوحدات العسكرية من الذكور البالغين. وكان يختار للجندية الذين بلغوا خمس
عشرة سنة من العمر ولم يكن يقبل في عداد الجيش من لم يبلغ هذه السن. |
||||||||||||
الدرس السادس: الصراع
المسلح مع قريش
|
||||||||||||
تقديم
|
||||||||||||
بعد أن استقر النبي صلى الله عليه
وآله وسلم في المدينة ورتّب أوضاعها الداخلية وتجذّر الوجود الاسلامي فيها، بدأت
مرحلة الدفاع عن الاسلام والجهاد ضد القوى الجاهلية وفي مقدمها قريش واليهود،
بعد أن أذن الله له بالقتال في قوله تعالى: ﴿أُذِنَ
لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ
لَقَدِيرٌ * الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِن دِيَارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ إِلَّا أَن
يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُم
بِبَعْضٍ لَّهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ
فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ إِنَّ
اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ﴾ الحج39-40. |
||||||||||||
واجه النبي صلى
الله عليه وآله وسلم عسكرياً ثلاث فئات من الاعداء هم:
|
||||||||||||
1- المشركون (من قريش وغيرها من القبائل الأخرى. |
||||||||||||
أ- السرايا الأولى
|
||||||||||||
بسبب اعتداءات قريش المتكررة على المسلمين، بدأ الرسول صلى الله عليه وآله
وسلم فور تثبيت أسس الدولة الإسلامية الجديدة في المدينة صراعاً مسلحاً ضد
الوثنية وزعيمتها قريش تمثل بشن حروب متقطعة ضد القوافل والمواقع الوثنية، اطلق
عليها المؤرخون اسم (السرايا الأولى) |
||||||||||||
حققت هذه السرايا
المنجزات التالية:
|
||||||||||||
وقد حققت هذه السرايا
المنجزات التالية: 2-التدريب على القتال في ظروف جديدة تختلف عن ظروف معارك
الجاهلية، وفي اطار موازين قوى مادية ومعنوية مختلفة. |
||||||||||||
ب- معركة بدر:
|
||||||||||||
كانت
معركة بدر أول معركة مسلحة كبرى خاضها النبي صلى
الله عليه وآله وسلم والمسلم ون في مواجهة المشركين من قريش، وذلك يوم الجمعة في
السابع عشر من شهر رمضان المبارك في السنة الثانية من الهجرة، قرب بدر على بعد حوالي مائة وستين كيلو متراً من المدينة فيما
بينها وبين مكة المكرمة. |
||||||||||||
لعل أبرز نتائج هذه
المعركة أنها:
|
||||||||||||
أولاً: عززت
ثقة المسلمين بأنفسهم، وثبّتت إيمان بعض المترددين في اسلامهم. |
||||||||||||
أثبتت تجربة بدر:
|
||||||||||||
أولاً: أن القلة المؤمنة المجاهدة الصابرة
التي تملك إرادة قوية وعزيمة راسخة، وإخلاصاً، ووعياً، وتخطيطاً، تستطيع أن تحقق
الانتصارات والانجازات الكبرى بإذن الله حتى ولو كان العدو يملك الكثرة والقوة
المادية الكبيرة. |
||||||||||||
أسباب الانتصار:
|
||||||||||||
ثمة أسباب عديدة
تمخض عنها انتصار القلة على الكثرة في معركة بدر
نعرض هنا لأهمها لأنها يمكن ان تعد الأسباب النموذجية التي تفسر لنا الكثير من
الانتصارات التي حققها المسلمون ضد أعدائهم الذين يفوقونهم عدداً وعتاداً، ليس
في عصر النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقط بل فيما تلاه من عصور وحتى عصرنا وهذه الأسباب هي: |
||||||||||||
الدرس السابع:
الصراع المسلح مع قريش
|
||||||||||||
ج- معركة أحد:
|
||||||||||||
استمرت
أحداث بدر ومعركتها التاريخية تتفاعل حقداً وكيداً في
نفوس المشركين في مكة. ولم يكن لدى أبي سفيان، قائد الشرك والعدوان
انذاك، غير التفكير بالحرب ومعاودة الهجوم على المسلمين بدافع الثأر، وتحقيق نصر
عسكري يغيِّر الاثار النفسية والاعلامية التي انتجتها معركة بدر. ومع
ذلك فان ما أصاب المسلمين في هذه المعركة كان خسارة
فادحة، فقد سقط فيها حوالى سبعين شهيداً
وفي مقدمهم حمزة بن عبد المطلب ومصعب بن عمير،
وعدد كبير من الجرحى حتى أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أصيب ببعض الجراح في وجهه، حسب رواية عن الامام الصادق عليه السلام وبلغت جراحات علي عليه السلام نيفاً وستين جراحة، وقيل
أكثر من ذلك، بين طعنة، ورمية، وضربة أثناء دفاعه عن رسول الله صلى الله عليه
وآله وسلم وصده كتائب الأعداء. |
||||||||||||
وقد تعرّض القران
الكريم لبعض هذه المواقف وغيرها على النحو التالي
|
||||||||||||
1=استنكر القران حالات الوهن والحزن والاحباط التي أصابت المسلمين في أحد، وحاول
أن يبعث الأمل في نفوسهم، ويجدد عزيمتهم وإرادتهم، ويعيد إليهم الثقة بأنفسهم،
وذلك عن طريق التشجيع والمواساة، فقال تعالى: ﴿وَلاَ تَهِنُوا وَلاَ تَحْزَنُوا وَأَنتُمُ الأَعْلَوْنَ إِن
كُنتُم مُّؤْمِنِينَ * إِن يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِّثْلُهُ
وَتِلْكَ الأيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ﴾. ال عمران:139-140. وفي رواية أخرى:
أن أنس بن النفر مرَّ برجال من المهاجرين والأنصار في معركة أُحُد وقد انكفؤا عن
الجهاد فقال لهم: ما يجلسكم؟ فقالوا: قتل محمد!. |
||||||||||||
أسباب الهزيمة
والدروس المستفادة:
|
||||||||||||
إن
الأسباب التي أدت إلى فشل المسلمين في معركة أُحد
وما يمكن ان نستفيده من هذه التجربة كثيرة منها: |
||||||||||||
الدرس الثامن:
الصراع المسلح مع قريش
|
||||||||||||
د- معركة الخندق:
|
||||||||||||
توالت
غزوات الرسول صلى الله عليه وآله وسلم لبعض قبائل العرب واليهود بعد معركة بدر
وأحد، مما أثار مخاوف اليهود وإحساسهم بالخطر من تعاظم قوة المسلمين، فاندفعوا للتامر على الاسلام ونبيه العظيم صلى الله
عليه وآله وسلم، وراحوا يحرّضون أعداء الاسلام ويخططون لتكوين تجمع عسكري هائل
لمهاجمة المدينة والقضاء على الاسلام. وقد ساهمت ثلاثة عناصر أساسية في تحقيق النصر في هذه المعركة هي: |
||||||||||||
فرزت حرب الخندق
المسلمين إلى ثلاث فئات:
|
||||||||||||
1- ضعاف الايمان وهم
الذين وقعوا تحت تأثير الوساوس الشيطانية والظنون السيئة فعاشوا الخوف والقلق
عندما رأوا الأعداء قد تحالفوا ضدهم، فاهتز إيمانهم وفقدوا عمق الثقة بالله
وبنصره. |
||||||||||||
هـ-
صلح الحديبية:
|
||||||||||||
عززت الأحداث والمعارك التي وقعت
بين رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأعداء الاسلام من المشركين واليهود موقف
المسلمين، وغرست هيبتهم في النفوس، فقرر الرسول صلى الله عليه وآله وسلم أن يسير
بأصحابه إلى مكة ليزور البيت الحرام ويعتمر بعد أن رأى في المنام أنه يدخله هو
وأصحابه امنين من غير قتال كما يشير قوله تعالى: ﴿لَقَدْ صَدَقَ اللَّهُ رَسُولَهُ الرُّؤْيَا بِالْحَقِّ
لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ إِن شَاء اللَّهُ آمِنِينَ مُحَلِّقِينَ
رُؤُوسَكُمْ وَمُقَصِّرِينَ لَا تَخَافُونَ فَعَلِمَ مَا لَمْ تَعْلَمُوا
فَجَعَلَ مِن دُونِ ذَلِكَ فَتْحًا قَرِيبًا﴾ الفتح:27. توجه الرسول صلى الله عليه وآله
وسلم ومعه ما يقرب من ألف وأربعمائة من المهاجرين
والأنصار نحو مكة في ذي القعدة في السنة السادسة
من الهجرة، وهم يحملون السلاح، وقد ساقوا معهم سبعين بدنة هدياً لتنحر في
مكة. تناهى
الخبر إلى قريش ففزعت وظنت أن محمداً صلى الله عليه وآله وسلم يريد الهجوم
عليها، فراحت تتدارس الموقف وتجهّز نفسها لصد المسلمين وأرسلت سرية بقيادة خالد
بن الوليد كمقدمة لجيشها، فبلغ النبي صلى الله عليه وآله وسلم خبر قريش
واستعدادها لقتاله، ولكي يتجنب المواجهةحيث لم يكن هدفه الحربغيَّر مسيره وسلك
طريقاً غير الطريق الذي سلكته قريش، حتى استقرَّ في وادي الحديبية ( وادي الحديبية: مكان يبعد
عن مكة حوالى عشرين كيلو متراً(.، فشكا أصحابه جفاف الوادي وانعدام الماء فيها، فأجرى الله
سبحانه معجزة خالدة على يده المباركة، تجلَّت عندما توضأ صلى الله عليه وآله
وسلم وألقى ماء المضمضة في البئر التي كان قد نضب ماؤها، فانفجر الماء وارتوى
الجمع. |
||||||||||||
وكان من أبرز
بنودها
|
||||||||||||
1- اتفق الطرفان على وضع الحرب عشر سنين يأمن فيها الناس، ويكف بعضهم عن
بعض. |
||||||||||||
نتائج الحديبية:
|
||||||||||||
يُعبَّر عن المعاهدة التي أُبرمت في
الحديبية بـ(الهدنة) حسب
مصطلح الفقه الإسلامي، والهدنة هي: المعاقدة على
ترك الحرب وتجميد حالة الصراع مع العدو مدة معينة، وهي جائزة إذا تضمنت مصلحة
للمسلمين. بل لقد كانت هذه المعاهدة من الأحداث السياسية الهامة في تاريخ
الاسلام التي مهدت
لنتائج عقائدية وعسكرية وسياسية كبرى في مصلحة الاسلام والمسلمين وجعلت إنتصار
الاسلام أمراً محسوماً وحتمياً، وهذه بعض نتائجها: |
||||||||||||
وهذه بعض نتائجها:
|
||||||||||||
1- إن الهجمات والمؤامرات
المتوالية التي قامت بها قريش على امتداد السنوات الست الماضية ضد الاسلام
ودولته الفتية
لم تترك للنبي صلى الله عليه وآله وسلم فرصة لنشر الاسلام على نطاق واسع في شبه
الجزيرة وخارجها، فقد كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم يصرف معظم أوقاته في
الدفاع عن الاسلام، ولكن بعد صلح الحديبية
وتجميد الصراع مع قريش، عاشت المنطقة فترة من الهدوء والاستقرار أتاحت للرسول
صلى الله عليه وآله وسلم القيام بنشاط تبليغي واسع في المناطق كافة، فقد نشط صلى الله عليه وآله وسلم منذ أواخر السنة السادسة،
وحتى فتح مكة، في توجيه سفرائه إلى كبار أمراء العرب المشركين وزعمائهم، يدعوهم
إلى الاسلام، في نفس الفترة التي كان قد وجّه فيها سفراءه ومبعوثيه إلى
أباطرة العالم وملوكه يعرض عليهم الدعوة التي بُعث بها إلى الناس جميعاً.. 4- أتاح صلح الحديبية فرصة للنبي صلى الله عليه وآله وسلم ليخوض
بهدوء صراعاً ضد القوى الأخرى المضادة للإسلام كاليهود الذين تم القضاء عليهم في خيبر والمواقع المجاورة
له، والبيزنطيين وحلفائهم العرب الذين ازداد تكالبهم في الجهات الشمالية بازدياد
نشاط الإسلام هناك فضلاً عن التجمعات القبلية البدوية المشركة المنتشرة في
الصحراء والتي كانت تنتظر الفرصة لانزال الضربات بالمسلمين |
||||||||||||
الدرس التاسع: الصراع مع القبائل المشركة الأخرى
|
||||||||||||
غزوة حنين:
|
||||||||||||
ولَّد
فتح مكة والانتصار العظيم الذي حققه المسلمون على قريش وقاعدتهم الوثنية ردَّ
فعل عنيف لدى القبائل العربية المشركة في الشمال وعلى
رأسها هوازن وثقيف، ورأت أن تتحرك لتوجيه ضربة للمسلمين قبل أن يستفحل
الخطر وتجد هذه القبائل نفسها محاطة بالمسلمين من كل مكان. وتمكن
علي عليه السلام من قتل
حامل راية هوازن وبدأت الكفة تميل لصالح المسلمين، وما لبث المشركون أن
أخذوا بالتراجع، وانقض عليهم المؤمنون يعملون فيهم قتلاً وأسراً، فأصيبوا بهزيمة
نكراء وفروا لا يلوون على شيء، تاركين وراءهم النساء والأولاد والأموال وما أن
عاد إلى الميدان أولئك الذين تراجعوا إلى الخلف من المسلمين، حتى وجدوا أسارى
المشركين مكتفين بين يدي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم. |
||||||||||||
أُوطاس:
|
||||||||||||
تراجع المشركون
بقيادة مالك بن عوف صوب الطائف، وعسكر بعضهم في أوطاس، وتوجهت فئة أخرى نحو نخلة، فقرر النبي ص ملاحقتهم ولم يتح لهم فرصة يستردون فيها قواهم ويعيدون تنظيم صفوفهم، فأرسل
ص على الفور قوة من فرسان المسلمين لمطاردة أولئك الذين توجهوا نحو نخلة، وقوة ثانية
كُلفت بقتال المشركين في أوطاس، وهناك أوقع
المسلمون بهم شرَّ هزيمة. |
||||||||||||
حصار الطائف:
|
||||||||||||
تمكن مالك بن عوف من الفرار مع جيش هوازن وثقيف إلى الطائف،
فانطلق النبي صلى الله عليه وآله وسلم بجيش
المسلمين صوب الطائف حيث اعتصم المنهزمون بحصونها المنيعة وأعدوا العدة للقتال،
ونزل صلى الله عليه وآله وسلم قريباً من الحصون حيث عسكر هناك، وجرت مناوشات بين
الطرفين إستشهد خلالها جماعة من المسلمين بنبال العدو، الأمر الذي دفع الرسول
صلى الله عليه وآله وسلم إلى إبعاد معسكره عن مدى النبال التي كانت تنطلق من
حصون ثقيف. وظل يحاصرهم بضعاً وعشرين يوماً، حيث استمر القتال خلالها عنيفاً
حيناً ومتقطعاً أحياناً. وقد استعمل فيه المسلمون الات الحصار لأول مرة كالمنجنيق والدبابة وقد تمكنت قوة من المسلمين
من الزحف بدباباتهم إلى جدار الطائف وبدأوا بخرقه لولا أن أرسلت عليهم ثقيف
قطعاً من حديد محمية بالنار اضطرتهم إلى الانسحاب. |
||||||||||||
إن نظرة تحليلية
على أحداث معركة حنين تقودنا إلى تسجيل الأمور التالية:
|
||||||||||||
أولاً: إن
السبب في هزيمة المسلمين في بداية المعركة هو غرور المسلمين بأنفسهم وإعجابهم
بكثرتهم وقوتهم حيث لم يسبق لهم أن واجهوا عدواً بهذا العدد الكبير من
المقاتلين، فأراد الله سبحانه أن يعلمهم أن الكثرة لا
تغني شيئاً عندما تفقد عناصر الإيمان والاخلاص والصبر والتوكل على الله. قال تعالى: ﴿لَقَدْ نَصَرَكُمُ اللّهُ فِي مَوَاطِنَ كَثِيرَةٍ وَيَوْمَ
حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنكُمْ شَيْئًا
وَضَاقَتْ عَلَيْكُمُ الأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ ثُمَّ وَلَّيْتُم مُّدْبِرِينَ﴾ التوبة:25. ثالثاً: إن على المسلمين أن يعتبروا من
حوادث حنين فلا يغتروا بكثرة العدد والعتاد فالكثرة وحدها لا تغني شيئاً، بل
المهم في ساحة الجهاد وجود المؤمنين المنصهرين بالإيمان ذوي الإرادة الصلبة
والعزيمة الراسخة حتى لو كانوا قلة. |
||||||||||||
الدرس العاشر: الصراع ضد اليهود
|
||||||||||||
من
المعلوم تاريخياً ومن خلال سير الأحداث أن اليهود أشد الناس حقداً على الاسلام
والمسلمين، وقد وقفوا في مواجهة هذا الدين من أول يوم ظهوره بالرغم من كل
الحقائق التي كانوا يعرفونها عنه إستناداً إلى ما بشرت به توراتهم وكتبهم. |
||||||||||||
أسباب عداء اليهود
للاسلام:
|
||||||||||||
ولعل من أسباب عداء اليهود للاسلام
والمسلمين هو:
|
||||||||||||
أولاً: أنهم
قد وجدوا أن هذا النبي ص يدعو الناس الى دين هو نظام كامل وشامل للحياة، وأن هذا
الدين قد جاء بنظام متكامل ومتوازن، واهتم بمحاربة الربا والاحتكار، وجميع أنواع
وأشكال استغلال إنسان لإنسان اخر، وجعل في أموال الناس حقاً معلوماً للسائل
والمحروم، فلم ينسجم ذلك مع أطماعهم، بل رأوه يتنافى مع تلك الأطماع ومع أهدافهم
ومصالحهم ومع نظرتهم للكون والحياة والانسان. |
||||||||||||
الخلاصة
|
||||||||||||
إن
الاسلام حوّل اليهود من موقع القوة والنفوذ بسبب سياساتهم وطروحاتهم إلى موقع
الضعف والهوان، وأبطل إدعاءاتهم بالتفوق الاجتماعي والعلمي، وقضى على اليهودية
المحرَّفة وعلى أحلام بني اسرائيل، فامتلأت قلوبهم بالغيظ والأحقاد على هذا
الدين وأتباعه فبدؤا بمعاداة الاسلام ومواجهته بأشكال التامر والغدر والخيانة. |
||||||||||||
اليهود
في مواجهة الاسلام:
|
||||||||||||
حاول اليهود مواجهة
الاسلام والمد الاسلامي بكل ما لديهم من قوة عبر الأساليب التالية:
|
||||||||||||
1- تشكيك البسطاء وضعاف النفوس بالاسلام. |
||||||||||||
موقف
النبي صلى الله عليه وآله وسلم من اليهود:
|
||||||||||||
إن
جميع محاولات اليهود للقضاء على الاسلام والمسلمين باءت بالفشل الذريع، بسبب وعي
القيادة الاسلامية العليا. |
||||||||||||
الاتجاه الأول
|
||||||||||||
وفيه
اتبع النبي صلى الله عليه وآله وسلم أسلوب الاغتيالات المنظّمة لبعض أفرادهم
ورموزهم الذين ظهر كيدهم، وأعلنوا الحرب على الإسلام من خلال الجهر بالتحريض على
النبي صلى الله عليه وآله وسلم وهجائه، والتعرض لنساء المسلمين بالأذى، وكانوا
يشكلون خطراً جدياً على صعيد استقرار المنطقة، فتم
اغتيال أبي عفك اليهودي الذي كان يحرض على رسول الله صلى الله عليه وآله
وسلم ويقول فيه الشعر، على يد سالم بن عمير،
وقُتلت العصماء بنت مروان اليهودية على يد عمير بن عون ليلاً، حيث كانت تعيب الاسلام والمسلمين، وتؤنِّب الأنصار على اتباعهم لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وتقول الشعر في هجوه صلى الله عليه وآله وسلم، وتحرض
عليه، وأرسل النبي ص أحد أصحابه في السنة
الثالثة بعد الهجرة، فاغتال كعب بن الأشرف الذي
كان قد ذهب إلى مكة بعد حرب بدر وحرض المشركين ولم يخرج منها حتى جمع أمرهم على
حرب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وعندما سأله المشركون: أديننا أحب إلى
الله أم دين محمد وأصحابه؟ أجابهم: بل أنتم أهدى منهم سبيلا، وكان يهجو النبي في شعره، ويتعرض بالأذى لنساء المسلمين،
وهكذا تتابعت عمليات القتل لبعض أفراد اليهود فاغتيل ابن
سنينة، وأبو رافع بن أبي الحقيق من يهود خيبر
وغيرهما... |
||||||||||||
الاتجاه الثاني:
|
||||||||||||
ولكن
بالرغم من ذلك، فإن اليهود لم يتراجعوا عن الدس والتحريض والتامر، واستمروا في
عنادهم وتماديهم في إيذاء المسلمين ونشر الفساد، ونقضهم للمعاهدات التي وقّعوا
عليها بملء اختيارهم وكان ذلك يتفاقم بين حين واخر إلى درجة بالغة الخطورة،
فكان لا بد من التعامل معهم بأسلوب اخر فكانت الحرب
الشاملة والمصيرية ضدهم حيث لا يمكن اجتثاث مادة فسادهم بغير ذلك. |
||||||||||||
الصراع ضد اليهود
|
||||||||||||
الحروب الشاملة ضد
اليهود:
|
||||||||||||
أ- غزوة
بني قينقاع:
|
||||||||||||
إن
ممارسات اليهود قد هيأت الجو للتخلص من بغيهم وإفسادهم ومكرهم على مراحل، وكان
أول ما قام به النبي صلى الله عليه وآله وسلم هو مواجهة بني قينقاع وإجلائهم عن
المدينة المنورة. |
||||||||||||
ب- غزوة
بني النضير:
|
||||||||||||
وجاء دور بني النضير بعد قينقاع، فقد ظهر للنبي صلى الله عليه وآله وسلم ولكل أحد أنهم
يكيدون له سراً ويدبرون أمراً للغدر به واغتياله صلى الله عليه وآله وسلم، وقد
شرعوا في تنفيذ ذلك وساروا في هذا السبيل خطوات، فقرر إجلائهم عن مواضعهم بعد أن
ظهر للعيان فسادهم، وقد تعامل النبي ص معهم كما تعامل قبلهم مع بني قينقاع بمزيد
من الرفق والتسامح، حيث أنذرهم في البداية بأن
يخرجوا من حصونهم وينزحوا من يثرب في مدة عشرة أيام، ولكنهم رفضوا الاذعان لهذا
الانذار أول الأمر، ثم بدا أنهم أذعنوا لحكم الرسول صلى الله عليه وآله وسلم
ورضوا بالجلاء عن يثرب لكن جماعة من المنافقين من بني عوف وعلى رأسهم عبد الله
بن أبي بعثوا إليهم: "أن
اثبتوا وتمنّعوا فإنّا لا ن سلم كم إن قوتلتم قاتلنا معكم، وإن خرجتم خرجنا معكم". أنظر السيرة النبوية لإبن هشام: ج3، ص200. |
||||||||||||
ج- غزوة
بني قريظة:
|
||||||||||||
لقد
كان بين يهود بني قريظة وبين رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عهد واتفاق على أن لا يحاربهم ولا يحاربوه، ولا يعينوا
عليه أحداً، غير أنهم نقضوا العهد وتعاونوا مع
قريش والمنافقين في معركة الأحزاب ضد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ودعوته. |
||||||||||||
د- معركة خيبر:
|
||||||||||||
كان
يهود خيبر من أقوى الطوائف اليهودية في بلاد الحجاز وأكثرهم عدداً وعدة وأمنعهم
حصوناً، فخيبر قرية من قرى اليهود المجاورة للمدينة،
تقع على قمة جبل، ويحيطها حصن حجري ظن أهله أنه مانعهم من إرادة الحق،
وسيوف المجاهدين المؤيدين بنصر الله سبحانه، ويهود خيبر على عادة اليهود، قد
استحكم بهم الغرور، وغرّهم المال والسلاح الذي بأيديهم. |
||||||||||||
الرسول صلى الله
عليه وآله وسلم يصبر ويصبر على كل أذى خيبر
|
||||||||||||
وفي
ظل هذه الأجواء راح الرسول صلى الله عليه وآله وسلم يصبر ويصبر على كل أذى خيبر
بسبب ما كانت تمارسه ضد الإسلام والمسلمين، فمنها: |
||||||||||||
إن انتصار المسلمين
الساحق في خيبر يعود إلى العوامل التالية:
|
||||||||||||
1- التخطيط العسكري والتكتيك الحربي
الدقيق. |
||||||||||||
هـ- يهود
فدك:
|
||||||||||||
لما
سمع يهود فدكالقرية اليهودية المجاورة لخيبربما حلَّ برفاقهم في خيبر بعثوا إلى رسول الله صلى الله
عليه وآله وسلم يعلنون رغبتهم في المصالحة على مناصفة أراضيهم، فوافق صلى الله
عليه وآله وسلم على ذلك وصالحهم على نصف ناتج الأرض،
فكانت خيبر ملكاً للمسلمين لأنه استولى عليها بالحرب، وفدك
للنبي صلى الله عليه وآله وسلم خاصة لأنه
تملكها بالصلح، وقد وهبها النبي صلى الله عليه
وآله وسلم لفاطمة الزهراء عليها
السلام في حياته، وسلمها إياها وجعلت عمالها
فيها وصارت هي المشرفة على أعمالها وعلى ناتجها. وكانت
تصرف ناتجها على فقراء بني هاشم وحسبما تشاء. |
||||||||||||
و- يهود
وادي القرى وتيماء:
|
||||||||||||
أما وادي القرى التي كان أهلها من اليهود الحربيين الذين تامروا على الإسلام
والمسلمين فقد توجه إليها النبي صلى الله عليه وآله وسلم وفرض الحصار عليها،
ودعا أهلها إلى الإسلام، وأخبرهم أنهم إن أسلموا أحرزوا أموالهم وحقنوا دماءهم،
وحسابهم على الله، ولكنهم أبو وأصروا على القتال، وجرت بين الطرفين مناوشات
محدودة، والنبي يعرض عليهم الإسلام وهم يأبون مما دفعه إلى تشديد الحصار عليهم
حيث تمكن من فتح بلدهم عنوة، وبقي هناك أربعة أيام قسم خلالها الغنائم على
أصحابه، وترك المزارع بيد اليهود مناصفة عليها. |
||||||||||||
الدرس الحادي عشر: حركة النفاق في العصر المدني
|
||||||||||||
وجد الوثنيون في المدينة أنفسهم في
وضع حرج بعد الانتصار الكبير الذي حققه المسلمون في بدر على القيادة الوثنية
المتمثلة بقريش، فهم اما أن يبقوا على كفرهم فيعرضوا أنفسهم للعقاب، واما أن
ينتموا للدين الجديد، وهم لم يألفوا الانضباط والانقياد لسلطة موحدة، ولا
الالتزام بمبادىء وشعائر وأخلاقيات دائمة ثابتة كما يريد الإسلام. |
||||||||||||
الأساليب العدائية
للمنافقين:
|
||||||||||||
اتخذت
أساليب المنافقين في مواجهة الإسلام أشكالاً شتى، بعضها مخطط مدروس، وبعضها عفوي
مرتجل، وهي في كلتا الحالتين استهدفت وضع الحواجز والعراقيل في طريق الإسلام
والتخريب من الداخل. |
||||||||||||
أولاً: مدُّ يد العون لليهود
ومساندتهم فيما كانوا يحيكونه من مؤامرات على الاسلام
|
||||||||||||
أولاً:
مدُّ يد العون لليهود ومساندتهم فيما كانوا يحيكونه من مؤامرات على الاسلام، فقد كان المنافقون على صلة دائمة بهم، بل ان اليهود هم الذين
أذكوا حركة النفاق في المدينة، بعدما التقت أهدافهم مرحلياً معها، لأنهم جميعاً
كانوا يرون أن إنتصار الإسلام وانتشاره وازدياد نفوذه يضر بمصالحهم وبموقعهم
السياسي والاجتماعي والاقتصادي في المنطقة. |
||||||||||||
ثانياً: ارتكاب الخيانة بالانسحاب من
ميادين الجهاد في اللحظات الحرجة
|
||||||||||||
ثانياً: ارتكاب الخيانة بالانسحاب من ميادين الجهاد في اللحظات
الحرجة، وتثبيط الناس وتفريقهم عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وشل
إرادتهم عن الجهاد، وإظهار الشماتة في ساعات المحنة، وتشكيك المسلمين بصحة
موقفهم وسلامة نهجهم، وهذا ما برز في الوقائع التالية: |
||||||||||||
ثالثاً: التخريب الداخلي وإثارة
الفتنة بين فئات المسلمين، ونشر الشائعات الهدامة.
|
||||||||||||
ففي غزوة بني المصطلق حاولوا إثارة الحس القبلي بين
المهاجرين والأنصار وكادت أن
تقع فتنة بين الطرفين لا يعلم الا الله مداها لولا حكمة
النبي ص ، فقد حدث حينذاكان ازدحم على
بئر هناك غلام من بني غفار لعمر بن الخطاب، مع
غلام جهني من يثرب، فاقتتلا، فصرخ الجهني: يا
معشر الأنصار، وصرخ الغفاري: يا معشر المهاجرين!
وكاد أن يقع القتال بين الفريقين إلا أن أحدهما ما لبث أن عفا عن الاخر واصطلح
الرجلان بعد تدخل بعض المسلمين من المهاجرين والانصار.
فرأى زعيم المنافقين أن ينتهز فرصة هذه الحادثة فأظهر غضبه وقال بعصبية:"أوقد فعلوها؟! قد نافرونا وكاثرونا في بلادنا، والله ما
عُدنا وجلابيب قريش إلا كما قال الأول (سَمّنْ
كلبك يأكلك): والله
لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجنَّ الأعزّ منها الأذل". |
||||||||||||
رابعاً: قيامهم بأعمال يراد منها
الاضرار بالمسلمين وتفريق صفوفهم ووحدتهم وتماسكم،
|
||||||||||||
وذلك
كبنائهم (مسجد الضرار) الذي تحدث عنه القران وأطلق عليه
هذه التسمية، فكشف بذلك نياتهم وفضح خطتهم التي استهدفت احداث تمزق وانشقاق في
قلب المجتمع الإسلامي. قال تعالى: ﴿وَالَّذِينَ اتَّخَذُواْ مَسْجِدًا ضِرَارًا وَكُفْرًا
وَتَفْرِيقًا بَيْنَ الْمُؤْمِنِينَ وَإِرْصَادًا لِّمَنْ حَارَبَ اللّهَ
وَرَسُولَهُ مِن قَبْلُ وَلَيَحْلِفَنَّ إِنْ أَرَدْنَا إِلاَّ الْحُسْنَى
وَاللّهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ * لاَ تَقُمْ فِيهِ أَبَدًا
لَّمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَن تَقُومَ
فِيهِ فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَن يَتَطَهَّرُواْ وَاللّهُ يُحِبُّ
الْمُطَّهِّرِينَ﴾ التوبة:107-108.. |
||||||||||||
موقف النبي صلى
الله عليه وآله وسلم من حركة النفاق:
|
||||||||||||
من الثابت تاريخياً
أن النبي ص لم يدخل في صراع مسلح ضد المنافقين
كما فعل مع القوى الوثنية، واليهودية، والنصرانية، بالرغم من كل ممارساتهم
التخريبية، بل انه صلى الله عليه وآله وسلم حتى لم
يعزلهم عن المجتمع الاسلامي باستثناء ما حدث في أعقاب غزوة تبوك وإنما
كانوا ينخرطون حتى في الجيش الإسلامي ويشاركون في العمل الجهادي ولم يتخذ
تدبيراً يمنعهم به من الحضور في ساحة الجهاد في الوقت الذي كان يعلم أنهم إنما
يفعلون ذلك إما تمهيداً للخيانة بالمسلمين وتسليمهم إلى أعدائهم، وإما طمعاً في
المال والغنائم. |
||||||||||||
والجواب يتلخص في
النقاط التالية:
|
||||||||||||
1- ان مشكلة المنافقين تكمن في أن هذه
القوة المعادية غير واضحة الأبعاد مندسة في
صفوف المسلمين، قديرة على الاستخفاء في أعقاب أي تخريب تمارسه، وقحة إلى حد
إنكار الجرم المتلبسة به والتفلت مما يدينها، مما جعل من أي عمل تخريبي تنسبه
إليها لا يعدو كونه في الظاهر ولدى الرأي العام مجرد تهمة مشكوك فيها، فلم يكن
بإمكان الرسول صلى الله عليه وآله وسلم والحال هذه أن يعاقبهم أو حتى أن يعزلهم
لأنه سيفسر ذلك بأن النبي يعاقب على التهمة ويأخذ بالظنة ويحصد مئات الرؤوس
لمجرد الشك في أنها تتامر على سلامة الدولة. 6- وكذلك،
فإن اتخاذ أي إجراء ضد المنافقين، لربما يكون سبباً في تقليل إقبال الناس على
الإسلام، وعدم وثوقهم بمصيرهم، وما سوف يؤول إليه أمرهم معه فيه، ولا سيما إذا
لم يستطيعواأن يتفهّموا سر ذلك الإجراء، ولا أن يطلعوا على أبعاده وخلفياته. |
||||||||||||
الخلاصة
|
||||||||||||
ان
مواجهة المنافقين بالعنف والقتل والصراع المسلح لم تكن في مصلحة الإسلام
والمسلمين ولذلك فلم يلجأ النبي صلى الله عليه وآله وسلم إلى هذا الأسلوب. |
||||||||||||
الدرس الثاني عشر:
وفاة النبي صلى الله عليه وآله وسلم
|
||||||||||||
حجة الوادع:
|
||||||||||||
عندما
حان موعد الحج من العام العاشر للهجرة، أعلن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
أنه سيحج بنفسه في الناس هذا الموسم، فاجتمع إليه الناس من كل مكان، ثم ما لبث
أن غادر المدينة في الخامس والعشرين من ذي القعدة مصطحباً معه نساءه وابنته
فاطمة الزهراء عليها السلام . |
||||||||||||
بيعة غدير خم:
|
||||||||||||
ما
أتم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حجه خرج من مكة متجهاً إلى المدينة ومعه
تلك الوفود التي لم تشهد لها مكة نظيراً في تاريخها انذاك، ولما انتهى إلى مكان
قريب من الجحفة يقال له غدير خم، وقبل أن يتفرق الناس كلٌ إلى ناحيته، نزل في
ذلك المكان في الصحراء وكان يوماً قائظاً شديد الحرارة، بعد أن نزل عليه قوله
تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ
بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا
بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ ...﴾.
فقال
له النبي ص لا تزال يا حسان مؤيداً بروح القدس ما نصرتنا بلسانك. |
||||||||||||
جيش أسامة:
|
||||||||||||
لم
يطل بالمسلمين المقام بعد رجوعهم من حجة الوداع حتى أمر النبي صلى الله عليه
وآله وسلم بتجهيز جيش لعله من أكبر الجيوش التي عرفتها المدينة
من قبل، بدليل أنه حشد في ذلك الجيش وجوه المهاجرين كأبي بكر وعمر وعثمان وغيرهم
من المهاجرين والأنصار كما تنص على ذلك المؤلفات في السيرة والتاريخ، وأمَّر على
ذلك الجيش أسامة بن زيد بن حارثة وهو يوم ذاك في مطلع شبابه لا يتجاوز العشرين
من عمره، مما دعا إلى دهشة كبار الصحابة واستيائهم من تأميره عليهم، وتثاقلوا في
تنفيذ أوامره بالرغم من تأكيداته المتتالية على تسريح الجيش بقيادته، واضطر صلى
الله عليه وآله وسلم أن يخرج إلى الناس ويحثهم على الخروج والجهاد بقيادة أسامة،
وبدا عليه الانزعاج والتصلب حينما طالبوه بأن يولي عليهم غيره، وقال لهم: لعمري
لئن قلتم في إمارته اليوم فلقد قلتم في إمارة أبيه من قبله، وانه لخليق بالامارة
كما كان أبوه خليقاً بها من قبل. |
||||||||||||
الوصية الأخيرة:
|
||||||||||||
اشتد
المرض بالنبي ص ، فمكث ثلاثة أيام موعوكاً، ثم
خرج إلى المسجد معصوب الرأس معتمداً على أمير المؤمنين عليه السلام وعلى الفضل
بن العباس، حتى صعد المنبر فجلس عليه ثم قال: "معاشر الناس، قد حان مني خفوف من
بين أظهركم، فمن كان له عندي عِدَةٌ فليأتني أُعطه إياها، ومن كان له عليَّ
دينٌ فليخبرني به. معاشر الناس، ليس بين الله وبين أحد شيء يُعطيه به خيراً أو
يصرف به عنه شراً إلا العمل. ولما افاق نظر إليهم وقال: ائتوني بدواة وكتف لأكتب لكم كتاباً لا تضلوا بعده أبداً،
ثم أغمي عليه، فقام بعض من حضر يلتمس دواة وكتفاً فقال له عمر: ارجع، فإنه
يهجر!! فرجع، فلما أفاق قال بعضهم: ألا نأتيك بكتفٍ يا رسول الله ودواة؟ قال:
أبعد الذي قلتم!! لا، ولكني أوصيكم بأهل بيتي خيراً، واعرض بوجهه عن القوم
فنهضوا. |
||||||||||||
وفاة النبي صلى
الله عليه وآله وسلم:
|
||||||||||||
اشتدت
وطأة المرض على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في اليوم التالي، وحُجب الناس
عنه، وكان علي عليه السلام لا يفارقه إلا لضرورة، فلما
حضره الموت قال له: ضع يا علي رأسي في حجرك فقد جاء أمر الله تعالى، فإذا
فاضت نفسي فتناولها بيدك وامسح بها وجهك، ثم وجهني إلى القبلة، وتول أمري، وصل
عليَّ أول الناس، ولا تفارقني حتى تواريني في رمسى، واستعن بالله تعالى. |
||||||||||||
للمطالعة: وإِنَكّ لعَلَى خُلُق عَظِيم
|
||||||||||||
سلوكه الشخصي1
|
||||||||||||
كان
أمير المؤمنين عليه السلام اذا وصف رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: كان أجود
الناس كفاً، وأجراً الناس صدراً، وأصدق الناس لهجة، وأوفاهم ذمة، وألينهم عريكة،
وأكرمهم عشرة، ومن راه بديهة هابه، ومن خالطه فعرفه أحبه، لم أرى مثله قبله ولا
بعده. |
||||||||||||
سلوكه الشخصي / 2
|
||||||||||||
نموذج النظافة وأناقة المظهر:
|
||||||||||||
|
||||||||||||
سلوكه الشخصي / 3
|
||||||||||||
زهده صلى الله عليه وآله وسلم:
|
||||||||||||
إذا
أردنا أن نكوِّن فكرة واضحة عن زهد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم علينا أن
نعرف طعامه، ولباسه ومسكنه ومدخراته. |
||||||||||||
سلوكه الشخصي4
|
||||||||||||
شجاعته وثباته:
|
||||||||||||
إذا
أردنا أن نكوِّن فكرة واضحة عن مدى شجاعة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
فلنستمع إلى شهادة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام وهو يصف شجاعة
رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حيث يقول: "لقد
رأيتنا يوم بدر ونحن نلوذ بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم وهو أقربنا إلى العدو
وكان من أشد الناس يومئذٍ بأساً". |
||||||||||||
سلوكه الشخصي / 5
|
||||||||||||
منطقه صلى الله عليه وآله وسلم
|
||||||||||||
|
||||||||||||
سلوكه الاجتماعي /
1
|
||||||||||||
نماذج من اداب معاشرته للناس:
|
||||||||||||
|
||||||||||||
سلوكه الاجتماعي / 2
|
||||||||||||
تقديمه أهل الفضل والتقوى:
|
||||||||||||
عن
الإمام الحسين عليه السلام قال: سألت أبي عن دخول النبي صلى الله عليه وآله وسلم
فقال: كان دخوله لنفسه مأذوناً له في ذلك. فقال عليه السلام:
كان رسول الله يخزن لسانه إلا فيما يعنيه، ويؤلفهم ولا يفرقهم، ويكرم كريم كل
قوم ويوليه عليهم، ويحذر الناس الفتن، ويحترس منهم من غير أن يطوي عن أحد بشره
ولا خلقه، ويتفقد أصحابه، ويسأل الناس عما في الناس، فيحسن الحسن ويقوِّيه،
ويقبح القبيح ويوهنه، معتدل الأمر غير مختلف، لا يغفل مخافة أن يغفلوا أو يملوا،
لكل حال عنده عتاد، لا يقصر عن الحق، ولا يجوزه، الذين يلونه من الناس خيارهم،
أفضلهم عنده أعمهم نصيحة، وأعظمهم عنده منزلة أحسنهم مواساة ومؤازرة. |
||||||||||||
سلوكه الاجتماعي /
3
|
||||||||||||
تقديمه أهل الفضل والتقوى:
|
||||||||||||
عن الإمام الحسين عليه السلام قال: سألت أبي عن دخول النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقال: كان
دخوله لنفسه مأذوناً له في ذلك. فقال عليه السلام: كان رسول الله يخزن لسانه إلا فيما يعنيه، ويؤلفهم ولا
يفرقهم، ويكرم كريم كل قوم ويوليه عليهم، ويحذر الناس الفتن، ويحترس منهم من غير
أن يطوي عن أحد بشره ولا خلقه، ويتفقد أصحابه، ويسأل الناس عما في الناس، فيحسن
الحسن ويقوِّيه، ويقبح القبيح ويوهنه، معتدل الأمر غير مختلف، لا يغفل مخافة أن
يغفلوا أو يملوا، لكل حال عنده عتاد، لا يقصر عن الحق، ولا يجوزه، الذين يلونه
من الناس خيارهم، أفضلهم عنده أعمهم نصيحة، وأعظمهم عنده منزلة أحسنهم مواساة
ومؤازرة. |
||||||||||||
سلوكه الإجتماعي /
4
|
||||||||||||
تواضعه صلى الله عليه وآله وسلم
|
||||||||||||
|
||||||||||||
سلوكه الإجتماعي /
5
|
||||||||||||
مدرسة الحلم والعفو
|
||||||||||||
من أبرز ما اتصفت به الأخلاق
النبوية هو الحلم عن اخطاء الاخرين والعفو عن سيئاتهم. * ومن عظيم عفوه ما تجلى يوم فتح مكة، فالبرغم من القسوة
والوحشية اللتين عومل بهما جسد عمه حمزة بن عبد المطلب في معركة أُحُد، لم يلجأ
إلى الانتقام من وحشي قاتل حمزة، ولا من هند زوجة أبي سفيان التي مثلت في جسده،
مع أنهما كانا في قبضته وكان يستطيع معاقبتهما والنيل منهما. |
||||||||||||
سلوكه الإجتماعي /
6
|
||||||||||||
مدرسة الوفاء
|
||||||||||||
من الخصال الإنسانية والأخلاقية في شخصية رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم هي خصلة الوفاء، الوفاء بالوعد، والوفاء بمعناه
الانساني والاخلاقي الواسع الذي يقود إلى صنع الجميل تجاه من أحسن أو أسْدَ خدمة
أو معروفاً. |
||||||||||||
سلوكه العسكري
والأمني:
|
||||||||||||
|
||||||||||||
أخلاقه في أُسرته /
1
|
||||||||||||
علاقة الرسول صلى الله عليه وآله
وسلم بنسائه:
|
||||||||||||
كما كان رسول اللَّه صلى الله عليه
وآله وسلم مثلاً أعلى في شتى ألوان تعامله وانماط سلوكه، كان كذلك في علاقاته
بازواجه، كي يكون قدوة لأمته في كل شأن من شؤونها في الحياة كما شاء اللَّه
تعالى. 3-
ومن حسن سيرة المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم مع أزواجه: انه كان يتجمّل لنسائه، ويهتم بملاطفتهن، ويرضي عواطفهن. |
||||||||||||
أخلاقه صلى الله
عليه وآله وسلم في أسرته / 2
|
||||||||||||
الأب المثالي:
|
||||||||||||
كان رسول اللَّه صلى الله عليه وآله
وسلم يعامل أولاده بكل عطف ومحبة ورفق ولين، وكان يقول صلى الله عليه وآله وسلم: "أولادنا أكبادنا"، وكان يسعى في تربيتهم وتعليمهم اداب الإسلام. واخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين |
||||||||||||
الفهرس الدرس الأول: السيرة النبوية ومصادرها الأصلية
مصادر يمكننا أن نستخلص بالاعتماد عليها
معالم شخصية النبي وتفاصيل حياته وسيرته وهي: ثانياً: النصوصُ
الواردة عن أئمة أهل البيت ع التي عرضت سيرة وحياة رسول الله.
ثالثاً: الروايات
التاريخية المروية بالتواتر عن المسلمين الأوّلين.
أهمُّ الضوابط والقواعد التي ينبغي
اعتمادها في هذا المجال هي:
أولاً: دراسة
أحوال وأوضاع الناقلين للحديث.
ثالثاً: عرضُ النصوص التاريخية
وغيرها على القران الكريم. رابعاً: عدم
التناقض والتنافي بين النصوص، خامساً: ان لا يخالف النص الواقع المحسوس..
سادساً: ان لا يخالف البديهيات والضرورات
العقلية الثابتة،
سابعاً: ان لا يخالف الحقائق العلمية الثابتة بالأدلة
القطعية،
ثامناً: ان لا يحمل النص تناقضاً
مع ما هو ثابت تاريخياً بصورة قطعية، الدرس الثاني: حالة المجتمعات العربية
قبل الاسلام
بعثة رسول الله صلى الله عليه وآله
وسلم.
العوامل المساعدة على انتصار الإسلام
أولاً- نوع معجزة الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم: ثانياً- خصائص شخصية رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ثالثاً- الحالة الاجتماعية والأخلاقية المتردية
رابعاً- بشائر
أهل الكتاب (اليهود والنصارى) خامساً- الفراغ العقائدي والسياسي: التي كانت تعيشه المنطقة انذاك.
سادساً- صمود أصحابه صلى الله
عليه وآله وسلم.
الدرس الثالث: مكانة
النبي صلى الله عليه وآله وسلم قبل البعثة إن نظرة تحليلية بسيطة على هذا الحلف تقودنا الى تسجيل
الأمور التالية:
يذكر اليعقوبي روايتين في سبب ذلك:
إن التأمل في وقائع هذه الحادثة يجعلنا نخلص إلى النتائج
التالية: القول بأن علياً
عليه السلام هو أول من أسلم من الصبيان لا من الرجال. فهو قول عجيب، وذلك لما
يلي: الدرس الرابع: ما بين البعثة والهجرة
مراحل الدعوة الاسلامية في حياة النبي
ص منذ بعثته الى وفاته مرت بثلاث مراحل: المرحلة الأولى (الدعوة الهادئة للأفراد)
الخطوة الثانية: دعوة
عامة الناس بمن فيهم قريش إلى الدخول في الاسلام.
وأهم الدوافع التي أدت للهجرة هي:
الدرس الخامس: بناء الدولة المجتمع السياسي الاسلامي.
ثالثاً- الصحيفة: مع
بداية الهجرة كان ثمة خمس طوائف من السكان في المدينة هم:
ما يمكن استفادته من الروايات المتفرقة
الدرس السادس: الصراع
المسلح مع قريش..
واجه النبي صلى الله عليه وآله وسلم عسكرياً ثلاث فئات من
الاعداء هم: حققت هذه السرايا المنجزات التالية:
لعل أبرز نتائج هذه المعركة أنها:
الدرس السابع:
الصراع المسلح مع قريش..
وقد تعرّض القران الكريم لبعض هذه المواقف وغيرها على
النحو التالي.
أسباب الهزيمة والدروس المستفادة:
الدرس الثامن: الصراع المسلح مع قريش.. فرزت حرب الخندق المسلمين إلى ثلاث فئات:
الدرس التاسع: الصراع مع القبائل المشركة الأخرى.
إن نظرة تحليلية على أحداث معركة حنين تقودنا إلى تسجيل
الأمور التالية:
الدرس العاشر: الصراع ضد اليهود حاول اليهود مواجهة الاسلام والمد الاسلامي بكل ما لديهم
من قوة عبر الأساليب التالية:
موقف النبي صلى الله عليه وآله وسلم من اليهود:
الرسول صلى الله عليه وآله وسلم يصبر ويصبر على كل أذى
خيبر
إن انتصار المسلمين الساحق في خيبر يعود إلى العوامل
التالية: الدرس الحادي عشر: حركة النفاق في العصر المدني.
موقف النبي صلى الله عليه وآله وسلم من حركة النفاق: والجواب يتلخص في النقاط التالية:
الدرس الثاني
عشر: وفاة النبي صلى الله عليه وآله وسلم. وفاة النبي صلى الله عليه وآله وسلم:
للمطالعة: وإِنَكّ لعَلَى خُلُق عَظِيم.
أخلاقه صلى الله عليه وآله وسلم في أسرته / 2. |
||||||||||||
السيرة
النبوية
|
||||||||||||
الدرس الأول: السيرة النبوية ومصادرها الأصلية
|
||||||||||||
كلمة السيرة : مشتقة من كلمة السير. والسير: يعني المشي والحركة. بينما السيرة :
تعني طريقة المشي
والحركة والسلوك. فمثلاً: كيف
كان سلوكه؟ وكيف كانت أخلاقه وعلاقاته مع أصحابه وزوجاته
ومجتمعه؟ وكيف
كان يبلّغ رسالته؟ إن الكشف
عن جوانب شخصية النبي صلى الله عليه وآله وسلم وما يرتبط بحياته ومواقفه وسلوكه وأوضاعه وطريقة تعامله
مع الأحداث والتحديات والمستجدات
وغير ذلك هو ما يراد بحثه عادة في السيرة
النبوية. |
||||||||||||
مصادر يمكننا أن نستخلص بالاعتماد عليها
معالم شخصية النبي وتفاصيل حياته وسيرته وهي:
|
||||||||||||
أولاً: القران الكريم:
|
||||||||||||
فإن
القران الكريم أعطى صورةً واضحة ورائعة عن شخصية النبي صلى الله عليه وآله وسلم وصفاته وخصائصه ومواقفه
في كثير من السور والايات، ويستطيع قارىءُ القران بالتدبُّر التام في الايات التي نزلت في شأنِ رسول
الله، أنْ يحيط بالكثير من
جوانب شخصيته وحياته مُنذ أن بعثه الله وإلى أن فارق هذه الدنيا. |
||||||||||||
ثانياً: النصوصُ الواردة عن أئمة أهل البيت ع
التي عرضت سيرة وحياة رسول الله.
|
||||||||||||
إنّ هذه النصوص
تعتبر بعد القران أهمّ المصادر التي نأخذ منها خصائص ومميزات شخصية النبي وتفاصيل حياته، على
اعتبار أن أهل البيت عليهم السلام أدرى بما فيه، وأنهم الأئمة المعصومون الذين يحملون العلم الإلهي.. وعندهم
علم الكتاب وعلم ما كان ويكون.
وليس لأحد كائناً من كان أن يناقش فيما يُنقل بطريق
صحيح عن عليّ بن أبي طالب عليه السلام
الذي لازم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في جميع
مراحل حياته،
حيث كان يتبعه اتباع الفصيل أثرَ أمه، ويراه في الأوقات التي لا يراه فيها غيرُه. |
||||||||||||
ثالثاً: الروايات التاريخية المروية بالتواتر عن المسلمين
الأوّلين.
|
||||||||||||
النصوص
المروية عن الأثبات من الصحابة الذين
لا يميل بهم هوى عن جادة الحق، والتي تتحدّث عن سيرة النبي، تُعتبر من مصادر السيرة والتاريخ إذا ثبتت صحتها
بالتواتر أو بإحدى وسائل الإثبات الأخرى. |
||||||||||||
وأهمُّ
الضوابط والقواعد التي ينبغي
اعتمادها في هذا المجال هي:
|
||||||||||||
أولاً: دراسة أحوال وأوضاع الناقلين للحديث.
|
||||||||||||
إنَّ
أول ما ينبغي ملاحظته في الحديث المنقول هو
سنده، والسندُ:
هو عبارةٌ عن مجموع أسماء الأشخاص
الذين نقلوا لنا الحديث أو الحدث التاريخي، فلا بُدّ من دراسة أحوال
وأوضاع هؤلاء الرواة
لمعرفة ميولهم وارتباطاتهم السياسية والمصلحية، ولمعرفة مدى صدقهم ودقتهم فيما أخبرونا به،
وبالتالي مدى امكانية الوثوق والاعتماد
على نقلهم. |
||||||||||||
ثانياً: أن يكون
مضمونُ النص الذي يحكي لنا فعل وسلوك النبي منسجماً مع صفات وخصائص الشخصية
النبوية ومميزاتها،
|
||||||||||||
فإذا جاء النص
منسجماً ومتناسباً
مع الوضع الطبيعي لشخصية رسول الله المثالية بما لها من
خصائص ومميزاتٍ رسالية،
فإنه يكون مقبولاً ونأخذُ بمضمونه إذا توافرت فيه سائرُ شروط القبول الأخرى. |
||||||||||||
ثالثاً: عرضُ النصوص التاريخية وغيرها على القران
الكريم
|
||||||||||||
وثالثاً: عرضُ النصوص التاريخية وغيرها على القران الكريم فما وافق كتاب الله نأخذ به وما
خالفه نتركه، وهذه قاعدةٌ لا بُدَّ أن
نعتمدها ليس
في نصوص السيرة فحسب، بل في كلّ الأحاديث
المنقولة عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أو عن أحد أئمة أهل البيت عليهم السلام سواء أكانت تاريخاً أو
فقهاً أو أخلاقاً أو غير ذلك. |
||||||||||||
رابعاً: عدم التناقض والتنافي بين النصوص،
|
||||||||||||
رابعاً: عدم التناقض والتنافي بين النصوص، فإن وجود التناقض فيما بينها يشير إلى وجود نص مجعول، أو تعرض النص لتصرف ما
أزاله عن وجهته الصحيحة، الأمر الذي يستدعي مزيداً من الانتباه، وبذل المزيد من الجهد لمعرفة الصحيح من المزيّف منها. |
||||||||||||
خامساً: ان لا
يخالف النص الواقع المحسوس
|
||||||||||||
خامساً: ان لا يخالف النص الواقع المحسوس، كما لو
أدعى النص: أن
أقرب طريق من مكة إلى المدينة يمر عبر الأندلس. |
||||||||||||
سادساً: ان لا
يخالف البديهيات
والضرورات العقلية الثابتة،
|
||||||||||||
ان لا يخالف البديهيات والضرورات العقلية الثابتة، ومن ذلك قولهم: إن اللَّه
عادل وحكيم، ولكنه
يجبر عباده على أفعالهم، ثم يعاقبهم عليها. |
||||||||||||
سابعاً: ان لا
يخالف الحقائق العلمية الثابتة بالأدلة القطعية،
|
||||||||||||
ان لا يخالف الحقائق العلمية الثابتة بالأدلة القطعية، كالنص الذي
يقول: ان الأرض تقوم على قرن ثور. |
||||||||||||
ثامناً: ان لا يحمل
النص تناقضاً
مع ما هو ثابت تاريخياً بصورة قطعية،
|
||||||||||||
ان لا يحمل النص تناقضاً مع ما هو ثابت تاريخياً بصورة قطعية، فإذا كان من الثابت ان الاسراء والمعراج قد
حصلا قبل الهجرة، وثبت أن عائشة إنما انتقلت إلى
بيت رسول اللَّه صلى الله
عليه وآله وسلم بعد الهجرة، فلا يمكن بعد
هذاتصديق النص الذي ينقل عن عائشة نفسها أنها قالت: ما فقدت
جسد رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم في تلك
الليلة؛ يعني
ليلة الاسراء والمعراج. |
||||||||||||
تاسعاً: ان يكون
النص الصادر عن رسول اللَّه ص أو أحد الأئمة المعصومين ع موافقاً
للاحكام العقلية
والفطرية السليمة،
|
||||||||||||
ان يكون النص الصادر عن رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم
أو أحد الأئمة المعصومين عليهم السلام موافقاً للاحكام العقلية والفطرية
السليمة، ومن
ذلك حكم العقل بوجوب عصمة النبي صلى الله عليه وآله وسلم والامام عليه السلام عن الخطأ، فالنص الذي يريد أن
ينسب إلى النبي صلى الله
عليه وآله وسلم والامام المعصوم عليه السلام خطأً
معيناً، لا نتردد في رفضه ولا نشك في أنه من الأخبار المصطنعة. |
||||||||||||
الدرس الثاني:
حالة المجتمعات العربية
قبل الاسلام
|
||||||||||||
البداية الطبيعية للحديث عن رسول الله محمد
بن عبد الله صلى الله عليه وآله وسلم تفرض علينا إعطاء لمحة عن تاريخ ما قبل البعثة وما اتصل بها من أحداث
ووقائع، لنتعرف الى الظروف
والأوضاع التي كانت تحكم المجتمعات العربية انذاك والمنطقة التي انطلقت فيها دعوة النبي صلى الله عليه وآله
وسلمالى الاسلام. |
||||||||||||
أولاً- الوضع
الديني:
|
||||||||||||
على المستوى الديني:
كانت الوثنية
هي الديانة الكبرى في شبه الجزيرة العربية وكانت
عقيدة الشرك، وعبادة الأصنام
متفشية بين سكان هذه المنطقة. |
||||||||||||
ثانياً- الوضع السياسي:
|
||||||||||||
وأما على المستوى السياسي: فإن سكان شبه الجزيرة العربية انذاك، لم يخضعوا لأيّ نظام أو سلطة مركزية غير سلطة القبيلة. |
||||||||||||
ثالثاً- الوضع الاجتماعي:
|
||||||||||||
أما الوضع الاجتماعي:
فإن الحياة الصعبة التي كان يعيشها الانسان العربي في البادية، والحكم القبلي، وعدم وجود روادع دينية أو
وجدانية قوية، دفعت بالقبائل الى ممارسة الحرب والاعتداء على بعضها البعض كوسيلة من وسائل تأمين العيش
أحياناً، وأحياناً لفرض السيطرة،
وأحياناً أخرى للثأر والاقتصاص، فكانت تُغيرُ هذه القبيلة على تلك وتستولي على أموالها وتسبي نساءها وأطفالها
وتقتلُ أو تأسر من تقدر عليه من رجالها، ثم تعود القبيلة المنكوبة تتربّص بالقبيلة التي غلبتها وهكذا. |
||||||||||||
رابعاً -الوضع الأخلاقي:
|
||||||||||||
وأما الوضع الاخلاقي العام:
فقد كانت القسوة والفاحشة وتعاطي الخمر والربا ووأد البنات والأبناء خشية العار والفقر هي السمات العامة للأخلاق المتفشية في المجتمع الجاهلي. |
||||||||||||
بعثة رسول الله صلى الله عليه وآله
وسلم
|
||||||||||||
ومن
قلب هذا المجتمع، ومن
قلب هذا الجوّ القبلي المعقد والمشرذم الذي توافرت فيه كلّ أنواع الفساد والبعد عن القيم والأخلاق، الذي يتطلب
عملية تغيير شاملة، خرج رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ليكون قائد
عملية التغيير هذه بالوحي الإلهي وبالرعاية الربانية وعلى أساس الحق والصدق والطهر،
وقد استطاع الرسول صلى الله عليه
وآله وسلم في فترةٍ وجيزةٍ جداً أن ينقل هذه
الأمة من حضيض الذل والمهانة الى أوج العظمة والعزّة والكرامة، وأن يغرس فيها شجرة الايمان التي
من شأنها أن تغيّر فيها كلّ عاداتها ومفاهيمها الجاهلية وأن تقضي على كل أسباب شقائها والامها. |
||||||||||||
العوامل
المساعدة على انتصار الإسلام
|
||||||||||||
ولعل أهم العوامل التي ساعدت على انتصار الإسلام وانتشاره في سرعة
قياسية هي: |
||||||||||||
أولاً- نوع معجزة
الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم:
|
||||||||||||
وهي هذا القران الكريم
الذي حيّر العرب ليس بما يتضمنه من قيم وعلوم ومعارف وقوانين عامة وشاملة فحسب، وإنما بما اشتمل
عليه من بلاغة وفصاحة وبيان، حيث استطاع بذلك أن يقهر العرب ويبهرهم فيما كانوا يعتبرون أنفسهم
ويعتبرهم العالم بأسره قمة فيه. |
||||||||||||
ثانياً- خصائص
شخصية رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:
|
||||||||||||
ومميزاته الذاتية والأخلاقية والقيادية، أي سيرته، وأخلاقه، وسلوكه،
وقيادته، وإدارته،
وأسلوبه في نشر الدعوة، وإصراره وتحمله لكل المشاق والالام والأذى، ورفضه لكل المساومات، وصبره وثباته في
مواقع التحدي، فقد كانت هذه المميزات عامل
استقطاب وجذب..
وكان لها الأثر الكبير في ظهور دعوته وسرعة
انتصار وانتشار رسالته. |
||||||||||||
ثالثاً- الحالة
الاجتماعية والأخلاقية المتردية
|
||||||||||||
الحالة الاجتماعية والأخلاقية المتردية: التي كانت سائدة في المجتمع العربي انذاك مما أشرنا إليه
فيما تقدم،
فإن هذه الأوضاع القاسية التي كانت تهيمن على الأمة، وذلك الضياع الذي كان يسيطر عليها، قد هيأ الانسان
الجاهلي المسحوق نفسياً لقبول الحق والتفاعل معه، وجعله يتطلع إلى الدعوة على أنها الأمل الوحيد الذي يستطيع
أن يخفف من شقائه والامه،
وينقذه من واقعه المزري والمهين ذاك. |
||||||||||||
رابعاً- بشائر أهل الكتاب (اليهود والنصارى)
|
||||||||||||
بشائر أهل الكتاب (اليهود
والنصارى) بقرب
ظهور نبي في المنطقة العربية، فإن تلك البشارات قد سهلت هي الأخرى قبول دعوة النبي
صلى الله عليه وآله وسلم وانتشار رسالته
بين الناس من ذوي الفطرة السليمة كما تقدم. |
||||||||||||
خامساً- الفراغ العقائدي والسياسي: التي كانت تعيشه المنطقة انذاك.
|
||||||||||||
سادساً- صمود أصحابه صلى الله عليه وآله وسلم
|
||||||||||||
وثباتهم
في مواجهة الضغوط النفسية والاقتصادية والاجتماعية، وتحملهم لالام، وصبرهم على التعذيب والجوع
والاضطهاد بمختلف أنواعه، ثم
اندفاعهم للجهاد والتضحية والشهادة بكل قوة وشجاعة وشوق من أجل الدفاع عن العقيدة والرسالة، وطاعتهم المطلقة
لرسول الله، وانضباطهم التام في إطار قيادته والتكاليف التي كان يحددها لهم. |
||||||||||||
الدرس الثالث: مكانة
النبي صلى الله عليه وآله وسلم قبل البعثة
|
||||||||||||
اتفق المؤرخون
على أن محمداً صلى الله عليه وآله وسلم أصبح في مطلع شبابه موضع احترام في
مجتمعه، لِمَا كان يمتلكه في شخصيته من وعي، وحكمة، وإخلاص، وبُعد نظر. |
||||||||||||
حلف
الفضول:
|
||||||||||||
بعد
سلسلة من حوادث الاعتداء على أموال وأعراض بعض الوافدين الى مكة في موسم الحج
للزيارة أو التجارة، دعا الزبير بن عبد المطلب
الى إقامة تحالف بين قبائل قريش بهدف: مواجهة كل
من يعتدي على الاخرين، ووضعِ حدٍ لغطرسة بعض المكّيين الذين كانوا يتعمدون الإساءة ويقومون
بالاعتداء على الزائرين. |
||||||||||||
إن نظرة تحليلية
بسيطة على هذا الحلف تقودنا الى تسجيل الأمور التالية:
|
||||||||||||
أولاً: إن ثناء النبي
صلى الله عليه وآله وسلم على هذا الحلف، ومشاركته فيه، وامضاءه له، يدل على أن
هذا الحلف ينسجم في أهدافه مع أهداف الاسلام،
لأنه قائم على أساس الحق والعدل والخير. |
||||||||||||
تجديد
بناء الكعبة:
|
||||||||||||
أول
من بنى الكعبة ادم عليه السلام، ثم انهدم البناء فكان ابراهيم عليه السلام أول
من رفع قواعده من جديد وأبان اعلامه وذلك بأمر من الله ليكون مركزاً للتوحيد
والعبادة، وذلك بعد أن هاجر ابراهيم بزوجته هاجر وولده اسماعيل إلى أرض مكة. |
||||||||||||
يذكر
اليعقوبي روايتين في سبب ذلك:
|
||||||||||||
الأولى: إنها تصدعت من اثار السيول. |
||||||||||||
إن التأمل في وقائع
هذه الحادثة يجعلنا نخلص إلى النتائج التالية:
|
||||||||||||
الأولى: إن
اشتراط قريش أن تكون نفقة الكعبة طيبة لا ربا ولا غصب فيها ولامظلمة لأحد... إن دلَّ على شيء فإنما يدل على شعور حقيقي بقبح هذه
الأمور وعدم رضا الله والوجدان بها، وقد يفسر ذلك أيضاً باقتضاء الفطرة لذلك،
وحكم العقل بقبحه. |
||||||||||||
البعثة النبوية
|
||||||||||||
لقد
أعدَّ الله نبيه محمداً صلى الله عليه وآله وسلم وهيّأه لحمل الرسالة وأداء
الأمانة الكبرى وانقاذ البشرية، وحين بلغ الأربعين من عمره الشريف اختاره الله
رسولاً وهادياً للبشرية جمعاء. |
||||||||||||
وقد اتفق المؤرخون
والمحدثون
|
||||||||||||
وقد اتفق المؤرخون والمحدثون على أن علي بن أبي طالب عليه
السلام هو أول الناس اسلاماً وإيماناً وتصديقاً برسول الله صلى الله عليه
وآله وسلم، وكان عمره انذاك عشر سنوات أو اثنتي عشرة
سنة. يقول عليه السلام
وهو يصف حاله مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "ولقد
كنت اتبعه أتباع الفصيل أثر أمه، يرفع لي في كل يوم من أخلاقه علماً ويأمرني
بالاقتداء به، ولقد كان يجاور في كل سنة بحراء فأراه ولا يراه غيري، ولم يجمع
بيت واحد يومئذ في الاسلام غير رسول الله وخديجة وأنا ثالثهما، أرى نور الوحي
والرسالة، وأشم ريح النبوة، ولقد سمعت رنة الشيطان حين نزل الوحي عليه، فقلت: يا
رسول الله، ما هذه الرنة؟ فقال: هذا الشيطان قد أيس من عبادته، إنك تسمع ما
أسمع، وترى ما أرى، إلاّ أنك لست بنبي ولكنك الوزير وإنك لعلى خير". نهج البلاغة: الخطبة:192. |
||||||||||||
وأما القول بأن
علياً عليه السلام هو أول من أسلم من الصبيان لا من الرجال. فهو قول عجيب، وذلك
لما يلي:
|
||||||||||||
أولاً: أنه قد جاء في بعض النصوص المروية
عن علي عليه السلام وعن غيره التعبير: بأنه (أول رجل أسلم)، ففي سيرة المورخ
الشهير ابن اسحاق(سيرة ابن اسحاق: ص138).ت151)
أن علياً عليه السلام أول الرجال إسلاماً، مما يعني أنه كان حينئذٍ رجلاً بالغاً. على أن ثمة أقوالاً كثيرة في سنّ علي عليه السلام حين إسلامه، فالحافظ بن عبد الرزاق، وابن أبي
شيبة، والمحدث الكليني، والحسن البصري، والأسكافي وغيرهم كثير، يذكرون في سن علي
رقماً يتراوح بين 12 سنة إلى 16 سنة، وبعضهم
يتجاوز ذلك أيضاً، فكيف يصح وصفه بالصبي؟! |
||||||||||||
الدرس الرابع: ما بين البعثة والهجرة
|
||||||||||||
الدعوة وتحديات
قريش:
|
||||||||||||
الدعوة الاسلامية
في حياة النبي صلى الله عليه وآله وسلم منذ بعثته الى وفاته مرت بثلاث مراحل:
|
||||||||||||
المرحلة
الأولى (الدعوة الهادئة للأفراد)
|
||||||||||||
كانت
دعوة النبي صلى الله عليه وآله وسلم في البداية تتجه نحو احاد الناس بصورة هادئة
بعيداً عن أجواء التحدي وذلك حذراً من وقع المفاجأة على قريش التي كانت متعصبة
لشركها ووثنيتها، فلم يكن صلى الله عليه وآله وسلم يُظهر الدعوة في المجالس
العامة لقريش، ولم يكن يدعو إلاّ من يغلب على الظن أنه سيؤمن به، فامن به عدد
قليل من الناس تباعاً، وكان هؤلاء يلتقون بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم
باستمرار، وكانوا إذا أرادوا ممارسة العبادة والصلاة
تعرضوا للأذى، فصاروا يذهبون الى شعاب مكة يستخفون فيها عن أنظار قريش، فصاروا
يلاحقونهم إلى هناك، وبعد ان مرت ثلاث سنوات تقريباً.. وصارت تحدث صدامات
بينهم وبين المشركين الذين كانوا يرصدونهم ويتعمدون إيذائهم، اختار النبي صلى
الله عليه وآله وسلم لهم دار الارقم بن أبي الأرقم في مكة ليلتقي بهم فيها،
ولتكون مركزاً يمارسون فيه عبادتهم وصلاتهم بعيداً عن أنظار قريش. |
||||||||||||
المرحلة
الثانية الدعوة العامة
|
||||||||||||
وفي
هذه المرحلة استجاب الرسول صلى الله عليه وآله وسلم لقوله تعالى: ﴿وانْذِرْ عَشِيرتَكَ الأقْرَبِينَ﴾ وقوله
تعالى: ﴿فاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ
وأعْرِضْ عَنِ المُشْرِكِينَ﴾،
وبدأ بتنفيذ أمر ربه بالدعوة العامة عبر خطوتين: |
||||||||||||
الخطوة الثانية: دعوة عامة الناس
بمن فيهم قريش إلى الدخول في الاسلام.
|
||||||||||||
فقد ذكر المؤرخون:
أنه بعد أن أنذر النبي صلى الله عليه وآله وسلم عشيرته الأقربين، وانتشر أمر
نبوته في وسط مكة، بدأت قريش تتعرض للنبي صلى الله عليه وآله وسلم بالاستهزاء
والسخرية والتكذيب، وكان من جملة الذين استهزؤا به عمه أبو لهب، فأنزل الله قوله
تعالى: ﴿فَاصْدَعْ بِمَا
تُؤْمَرُ وأعْرِضْ عَنِ المُشْرِكينَ إنَّا كَفَيْنَاكَ المُسْتَهْزِئينَ﴾
الحجر95. وكانت هذه الاية تمثِّل الأمر
بإعلان الدعوة أمام جميع الناس مهما كانت النتائج، وقد وعده الله فيها بأنه
سيكفيه المستهزئين ويتولى هو عز وجل أمرهم. فكانت
الخطوة الثانية تنفيذاً لأمر الله في الاية، حيث صعد النبي على الصفا ونادى
قريشاً وقبائل مكة فلما اجتمعوا قال لهم: "أرأيتم
لو أخبرتكم أن خيلاً في سفح جبل قد طلعت عليكم أكنتم مصدقي؟"، قالوا: نعم، أنت عندنا غير متهم وما جربنا عليك كذباً قط. فقال: "إني نذير لكم من عذاب شديد، إن الله أمرني أن أنذركم من عقابه،
وإني لا أملك لكم من الدنيا منفعة ولا من الاخرة نصيباً إلاّ أن تقولوا لا إله
إلا الله". |
||||||||||||
ردود فعل قريش:
|
||||||||||||
كان
رد فعل قريش أمام جهره صلى الله عليه وآله وسلم بالدعوة، أن أدبروا عنه
وتنكَّروا لدعوته، وبدأوا يحاولون بشتى الأساليب القضاء على حركته، وأهم المحاولات التي قاموا بها هي: |
||||||||||||
1- مواجهة النبي صلى الله عليه وآله وسلم بالتكذيب، والسخرية،
والاستخفاف والاستهزاء، ورميه بأنواع التهم من قبيل ساحر ومجنون، وكان ذلك هو رد الفعل الأولي، ولم يصل رد الفعل هذا
الى حد المواجهة المباشرة، إلاّ أن استمرار النبي صلى الله عليه وآله وسلم
بالدعوة وإصراره عليها من جهة، وتعرضه لالهة
قريش وأصنامها من جهة أخرى، واتساع نشاط النبي
وتكاثر المسلمين باستمرار من جهة ثالثة، جعل
المشركين يشعرون بجدية الموقف وخطورته والتفكير في محاولة جديدة بعيدة عن العنف،
فقرروا: 8- المقاطعة لبني هاشم، وفرض حصار اجتماعي واقتصادي عليهم، وهو
ما عرف بحصار الشعب، فقد اجتمع المشركون في دار الندوة وكتبوا
وثيقة اتفقوا فيها على البنود التالية: |
||||||||||||
ما بين البعثة والهجرة
|
||||||||||||
مواجهة تحديات قريش:
|
||||||||||||
اتبع النبي
صلى الله عليه وآله وسلم في مواجهة محاولات قريش للقضاء على الاسلام، الخطوات
التالية: |
||||||||||||
الهجرة الى الحبشة:
|
||||||||||||
هاجر
المسلمون الى الحبشة في رجب من السنة الخامسة للبعثة بعدما
أمرهم النبي بذلك وقال لهم: إن بها ملكاً لا يظلم عنده أحد. وكان عددهم في أرض
الحبشة ثلاثة وثمانين ما بين رجل وامرأة عدا الأطفال، وكان في مقدمتهم جعفر بن أبي طالب ابن عم رسول الله صلى الله عليه وآله
وسلم. |
||||||||||||
الخروج الى الطائف:
|
||||||||||||
خرج النبي الى الطائف في السنة العاشرة من البعثة وأقام فيها
عشرة أيام يتجول
بين أحيائها ويدعو أهلها الى الاسلام، ولكنهم لم يسمعوا منه، بل جلسوا في الطريق
يرمونه بالحجارة حتى جرح في رأسه، فانصرف رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
راجعاً الى مكة. |
||||||||||||
بيعة العقبة:
|
||||||||||||
بعد
أن عاد النبي صلى الله عليه وآله وسلم من الطائف استأنف جهوده عند حلول موسم
الحج متنقلاً بين وفودها،
حيث اجتمع بستة من أهل يثرب في المدينة في السنة
الحادية عشرة من البعثة، فدعاهم لرسالته، فامنوا به، وأقسموا أن يعملوا في سبيلها
عند عودتهم الى بلدهم. |
||||||||||||
العقبة
الأولى
|
||||||||||||
وعندما
حل موسم الحج في العام الثاني التقى صلى الله
عليه وآله وسلم مع اثني عشر رجلاً من اليثربيين،
واجتمع بهم سراً في واد ضيق بالعقبة بين مكة ومنى، وهي العقبة
الأولى، وقد أعلنوا فيها إيمانهم واستعدادهم للعمل على نشر الاسلام،
وبايعوا رسول الله على ذلك. |
||||||||||||
العقبة
الثانية
|
||||||||||||
وفي العام التالي أي في السنة الثالثة عشرة من البعثة وبعد مرور عام كامل على بيعة العقبة الأولى عاد مصعب
بن عمير الى مكة ومعه جمع كبير من مسلمي المدينة، خرجوا مستخفين مع حجاج
قومهم المشركين.. ويبدو أن مصعباً قبل حضوره الى مكة، كان قد رتّب اجتماعاً بين
الرسول صلى الله عليه وآله وسلم وبين مسلمي يثرب بعد انتهاء موسم الحج. |
||||||||||||
الهجرة إلى المدينة
|
||||||||||||
بعد
بيعة العقبة سمح النبي صلى الله عليه وآله وسلم
للمسلمين وخاصة لأولئك الذين كانوا يتعرضون للإيذاء والضغوط بالهجرة الى
المدينة، وقال لهم فيما
يروى عنه صلى الله عليه وآله وسلم: إن الله عز وجل قد
جعل لكم إخواناً وداراً تأمنون بها. |
||||||||||||
دوافع الهجرة:
|
||||||||||||
لم
تكن الهجرة الى المدينة رد فعل لاضطهاد قريش بل كانت فعلاً خطط له النبي صلى
الله عليه وآله وسلم لتكون المدينة قاعدة ارتكاز للدعوة. |
||||||||||||
وأهم
الدوافع التي أدت للهجرة هي:
|
||||||||||||
أولاً: إن مكة لم تعد مكاناً صالحاً للدعوة فقد حصل النبي منها على أقصى ما يمكن الحصول عليه ولم يبق
بعد أي أمل في دخول فئات جديدة في الدين الجديد في المستقبل القريب على الأقل،
خصوصاً بعدما نجحت قريش في وضع الحواجز والعراقيل
الكثيرة أمام تقدم هذا الدين وانتشاره، لذلك كان لا بدّ من الانتقال إلى مكان
اخر ينطلق الاسلام فيه بحرية بعيداً عن ضغوط قريش، وفي منأى عن مناطق سيطرتهم
ونفوذهم. |
||||||||||||
سر أختيار المدينة:
|
||||||||||||
كانت المدينة مهيأة جغرافياً واجتماعياً واقتصادياً لتكون قاعدة صلبة للاسلام: |
||||||||||||
الدرس الخامس: بناء الدولة المجتمع السياسي الاسلامي
|
||||||||||||
باشر النبي
صلى الله عليه وآله وسلم فور وصوله الى المدينة المنورة بأعمال تأسيسية ترتبط ببناء المجتمع السياسي الاسلامي، وبمستقبل
الدعوة الاسلامية، وأبرزها: |
||||||||||||
أولاً- بناء المسجد
|
||||||||||||
وكان
يعمل فيه بيده الشريفة الى جانب المسلمين حتى أتموا بناءه. |
||||||||||||
ثانياً- المؤاخاة
|
||||||||||||
في
سبيل ترجمة الرؤية النظرية في الاسلام الى واقع معاش، وفي سبيل التمهيد لولادة
الأمة الجديدة بتركيب مجتمعي ذي صيغة منظورة ذات ملامح، وفي سبيل توكيد وحدة
المسلمين والتغلب على التناقضات الداخلية القائمة بين الأوس والخزرج، والتناقضات
المتوقعة بين المهاجرين والانصار، وفي سبيل تحطيم الاعتبار الطبقي القبلي،
والاقتصادي، وعلاج مشكلة التفاوت في المستوى المعيشي، والتعبير العملي عن مبدأ
المواساة والمساواة الاسلامي، الى جانب تعميق العلاقة الايمانية بين المسلم ين:
أقدم النبي صلى الله عليه وآله وسلم على أول خطوة تنظيمية للمجتمع الجديد هي
المؤاخاة بين المهاجرين والأنصار. |
||||||||||||
ثالثاً- الصحيفة: مع بداية الهجرة
كان ثمة خمس طوائف من السكان في المدينة هم:
|
||||||||||||
1- المهاجرون:
الذين ضحوا بوطنهم وأموالهم وعلاقاتهم طلباً للحرية وحرصاً على دينهم، فهاجروا
من مكة الى المدينة. |
||||||||||||
الوثيقة بمثابة دستور عمل لتنظيم
علاقات المسلمين
|
||||||||||||
فهذه
الوثيقة بمثابة دستور عمل لتنظيم علاقات المسلمين فيما
بينهم، وعلاقاتهم مع المتهودين، في ظل الدولة الاسلامية
الناشئة. |
||||||||||||
رابعاً- موادعة
اليهود
|
||||||||||||
اليهود
المقصودون في وثيقة الصحيفة الانفة الذكر: هم المتهودون
من قبائل الانصار وليس اليهود الذين هم من أصل اسرائيلي. |
||||||||||||
خامساً- اعداد
القوة العسكرية:
|
||||||||||||
فقد
أقدم النبي صلى الله عليه وآله وسلم على خطوةٍ أخرى على طريق بناء الدولة، وهي خطوة الأعداد العسكري وإعداد القوة البشرية المدربة،
وإعداد السلاح والخيل وغير ذلك مما تحتاجه القوة المسلحة، وذلك عملاً
بقوله تعالى: ﴿وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو
الله وعدوكم، واخرين من دونهم﴾ الأنفال60. |
||||||||||||
ما
يمكن استفادته من الروايات المتفرقة
|
||||||||||||
وما
يمكن استفادته من الروايات المتفرقة فيما يتعلق بتنظيم القوة العسكرية وإدارة
المعارك الدفاعية في عهد النبي صلى الله عليه وآله وسلم هو الملامح التالية: ثانياً- تشكيل الجيش: كان
النبي يشكل الجيش والوحدات العسكرية من الذكور البالغين. وكان يختار للجندية الذين بلغوا خمس
عشرة سنة من العمر ولم يكن يقبل في عداد الجيش من لم يبلغ هذه السن. |
||||||||||||
الدرس السادس: الصراع
المسلح مع قريش
|
||||||||||||
تقديم
|
||||||||||||
بعد أن استقر النبي صلى الله عليه
وآله وسلم في المدينة ورتّب أوضاعها الداخلية وتجذّر الوجود الاسلامي فيها، بدأت
مرحلة الدفاع عن الاسلام والجهاد ضد القوى الجاهلية وفي مقدمها قريش واليهود،
بعد أن أذن الله له بالقتال في قوله تعالى: ﴿أُذِنَ
لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ
لَقَدِيرٌ * الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِن دِيَارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ إِلَّا أَن
يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُم
بِبَعْضٍ لَّهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ
فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ إِنَّ
اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ﴾ الحج39-40. |
||||||||||||
واجه النبي صلى
الله عليه وآله وسلم عسكرياً ثلاث فئات من الاعداء هم:
|
||||||||||||
1- المشركون (من قريش وغيرها من القبائل الأخرى. |
||||||||||||
أ- السرايا الأولى
|
||||||||||||
بسبب اعتداءات قريش المتكررة على المسلمين، بدأ الرسول صلى الله عليه وآله
وسلم فور تثبيت أسس الدولة الإسلامية الجديدة في المدينة صراعاً مسلحاً ضد
الوثنية وزعيمتها قريش تمثل بشن حروب متقطعة ضد القوافل والمواقع الوثنية، اطلق
عليها المؤرخون اسم (السرايا الأولى) |
||||||||||||
حققت هذه السرايا
المنجزات التالية:
|
||||||||||||
وقد حققت هذه السرايا
المنجزات التالية: 2-التدريب على القتال في ظروف جديدة تختلف عن ظروف معارك
الجاهلية، وفي اطار موازين قوى مادية ومعنوية مختلفة. |
||||||||||||
ب- معركة بدر:
|
||||||||||||
كانت
معركة بدر أول معركة مسلحة كبرى خاضها النبي صلى
الله عليه وآله وسلم والمسلم ون في مواجهة المشركين من قريش، وذلك يوم الجمعة في
السابع عشر من شهر رمضان المبارك في السنة الثانية من الهجرة، قرب بدر على بعد حوالي مائة وستين كيلو متراً من المدينة فيما
بينها وبين مكة المكرمة. |
||||||||||||
لعل أبرز نتائج هذه
المعركة أنها:
|
||||||||||||
أولاً: عززت
ثقة المسلمين بأنفسهم، وثبّتت إيمان بعض المترددين في اسلامهم. |
||||||||||||
أثبتت تجربة بدر:
|
||||||||||||
أولاً: أن القلة المؤمنة المجاهدة الصابرة
التي تملك إرادة قوية وعزيمة راسخة، وإخلاصاً، ووعياً، وتخطيطاً، تستطيع أن تحقق
الانتصارات والانجازات الكبرى بإذن الله حتى ولو كان العدو يملك الكثرة والقوة
المادية الكبيرة. |
||||||||||||
أسباب الانتصار:
|
||||||||||||
ثمة أسباب عديدة
تمخض عنها انتصار القلة على الكثرة في معركة بدر
نعرض هنا لأهمها لأنها يمكن ان تعد الأسباب النموذجية التي تفسر لنا الكثير من
الانتصارات التي حققها المسلمون ضد أعدائهم الذين يفوقونهم عدداً وعتاداً، ليس
في عصر النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقط بل فيما تلاه من عصور وحتى عصرنا وهذه الأسباب هي: |
||||||||||||
الدرس السابع:
الصراع المسلح مع قريش
|
||||||||||||
ج- معركة أحد:
|
||||||||||||
استمرت
أحداث بدر ومعركتها التاريخية تتفاعل حقداً وكيداً في
نفوس المشركين في مكة. ولم يكن لدى أبي سفيان، قائد الشرك والعدوان
انذاك، غير التفكير بالحرب ومعاودة الهجوم على المسلمين بدافع الثأر، وتحقيق نصر
عسكري يغيِّر الاثار النفسية والاعلامية التي انتجتها معركة بدر. ومع
ذلك فان ما أصاب المسلمين في هذه المعركة كان خسارة
فادحة، فقد سقط فيها حوالى سبعين شهيداً
وفي مقدمهم حمزة بن عبد المطلب ومصعب بن عمير،
وعدد كبير من الجرحى حتى أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أصيب ببعض الجراح في وجهه، حسب رواية عن الامام الصادق عليه السلام وبلغت جراحات علي عليه السلام نيفاً وستين جراحة، وقيل
أكثر من ذلك، بين طعنة، ورمية، وضربة أثناء دفاعه عن رسول الله صلى الله عليه
وآله وسلم وصده كتائب الأعداء. |
||||||||||||
وقد تعرّض القران
الكريم لبعض هذه المواقف وغيرها على النحو التالي
|
||||||||||||
1=استنكر القران حالات الوهن والحزن والاحباط التي أصابت المسلمين في أحد، وحاول
أن يبعث الأمل في نفوسهم، ويجدد عزيمتهم وإرادتهم، ويعيد إليهم الثقة بأنفسهم،
وذلك عن طريق التشجيع والمواساة، فقال تعالى: ﴿وَلاَ تَهِنُوا وَلاَ تَحْزَنُوا وَأَنتُمُ الأَعْلَوْنَ إِن
كُنتُم مُّؤْمِنِينَ * إِن يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِّثْلُهُ
وَتِلْكَ الأيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ﴾. ال عمران:139-140. وفي رواية أخرى:
أن أنس بن النفر مرَّ برجال من المهاجرين والأنصار في معركة أُحُد وقد انكفؤا عن
الجهاد فقال لهم: ما يجلسكم؟ فقالوا: قتل محمد!. |
||||||||||||
أسباب الهزيمة
والدروس المستفادة:
|
||||||||||||
إن
الأسباب التي أدت إلى فشل المسلمين في معركة أُحد
وما يمكن ان نستفيده من هذه التجربة كثيرة منها: |
||||||||||||
الدرس الثامن:
الصراع المسلح مع قريش
|
||||||||||||
د- معركة الخندق:
|
||||||||||||
توالت
غزوات الرسول صلى الله عليه وآله وسلم لبعض قبائل العرب واليهود بعد معركة بدر
وأحد، مما أثار مخاوف اليهود وإحساسهم بالخطر من تعاظم قوة المسلمين، فاندفعوا للتامر على الاسلام ونبيه العظيم صلى الله
عليه وآله وسلم، وراحوا يحرّضون أعداء الاسلام ويخططون لتكوين تجمع عسكري هائل
لمهاجمة المدينة والقضاء على الاسلام. وقد ساهمت ثلاثة عناصر أساسية في تحقيق النصر في هذه المعركة هي: |
||||||||||||
فرزت حرب الخندق
المسلمين إلى ثلاث فئات:
|
||||||||||||
1- ضعاف الايمان وهم
الذين وقعوا تحت تأثير الوساوس الشيطانية والظنون السيئة فعاشوا الخوف والقلق
عندما رأوا الأعداء قد تحالفوا ضدهم، فاهتز إيمانهم وفقدوا عمق الثقة بالله
وبنصره. |
||||||||||||
هـ-
صلح الحديبية:
|
||||||||||||
عززت الأحداث والمعارك التي وقعت
بين رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأعداء الاسلام من المشركين واليهود موقف
المسلمين، وغرست هيبتهم في النفوس، فقرر الرسول صلى الله عليه وآله وسلم أن يسير
بأصحابه إلى مكة ليزور البيت الحرام ويعتمر بعد أن رأى في المنام أنه يدخله هو
وأصحابه امنين من غير قتال كما يشير قوله تعالى: ﴿لَقَدْ صَدَقَ اللَّهُ رَسُولَهُ الرُّؤْيَا بِالْحَقِّ
لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ إِن شَاء اللَّهُ آمِنِينَ مُحَلِّقِينَ
رُؤُوسَكُمْ وَمُقَصِّرِينَ لَا تَخَافُونَ فَعَلِمَ مَا لَمْ تَعْلَمُوا
فَجَعَلَ مِن دُونِ ذَلِكَ فَتْحًا قَرِيبًا﴾ الفتح:27. توجه الرسول صلى الله عليه وآله
وسلم ومعه ما يقرب من ألف وأربعمائة من المهاجرين
والأنصار نحو مكة في ذي القعدة في السنة السادسة
من الهجرة، وهم يحملون السلاح، وقد ساقوا معهم سبعين بدنة هدياً لتنحر في
مكة. تناهى
الخبر إلى قريش ففزعت وظنت أن محمداً صلى الله عليه وآله وسلم يريد الهجوم
عليها، فراحت تتدارس الموقف وتجهّز نفسها لصد المسلمين وأرسلت سرية بقيادة خالد
بن الوليد كمقدمة لجيشها، فبلغ النبي صلى الله عليه وآله وسلم خبر قريش
واستعدادها لقتاله، ولكي يتجنب المواجهةحيث لم يكن هدفه الحربغيَّر مسيره وسلك
طريقاً غير الطريق الذي سلكته قريش، حتى استقرَّ في وادي الحديبية ( وادي الحديبية: مكان يبعد
عن مكة حوالى عشرين كيلو متراً(.، فشكا أصحابه جفاف الوادي وانعدام الماء فيها، فأجرى الله
سبحانه معجزة خالدة على يده المباركة، تجلَّت عندما توضأ صلى الله عليه وآله
وسلم وألقى ماء المضمضة في البئر التي كان قد نضب ماؤها، فانفجر الماء وارتوى
الجمع. |
||||||||||||
وكان من أبرز
بنودها
|
||||||||||||
1- اتفق الطرفان على وضع الحرب عشر سنين يأمن فيها الناس، ويكف بعضهم عن
بعض. |
||||||||||||
نتائج الحديبية:
|
||||||||||||
يُعبَّر عن المعاهدة التي أُبرمت في
الحديبية بـ(الهدنة) حسب
مصطلح الفقه الإسلامي، والهدنة هي: المعاقدة على
ترك الحرب وتجميد حالة الصراع مع العدو مدة معينة، وهي جائزة إذا تضمنت مصلحة
للمسلمين. بل لقد كانت هذه المعاهدة من الأحداث السياسية الهامة في تاريخ
الاسلام التي مهدت
لنتائج عقائدية وعسكرية وسياسية كبرى في مصلحة الاسلام والمسلمين وجعلت إنتصار
الاسلام أمراً محسوماً وحتمياً، وهذه بعض نتائجها: |
||||||||||||
وهذه بعض نتائجها:
|
||||||||||||
1- إن الهجمات والمؤامرات
المتوالية التي قامت بها قريش على امتداد السنوات الست الماضية ضد الاسلام
ودولته الفتية
لم تترك للنبي صلى الله عليه وآله وسلم فرصة لنشر الاسلام على نطاق واسع في شبه
الجزيرة وخارجها، فقد كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم يصرف معظم أوقاته في
الدفاع عن الاسلام، ولكن بعد صلح الحديبية
وتجميد الصراع مع قريش، عاشت المنطقة فترة من الهدوء والاستقرار أتاحت للرسول
صلى الله عليه وآله وسلم القيام بنشاط تبليغي واسع في المناطق كافة، فقد نشط صلى الله عليه وآله وسلم منذ أواخر السنة السادسة،
وحتى فتح مكة، في توجيه سفرائه إلى كبار أمراء العرب المشركين وزعمائهم، يدعوهم
إلى الاسلام، في نفس الفترة التي كان قد وجّه فيها سفراءه ومبعوثيه إلى
أباطرة العالم وملوكه يعرض عليهم الدعوة التي بُعث بها إلى الناس جميعاً.. 4- أتاح صلح الحديبية فرصة للنبي صلى الله عليه وآله وسلم ليخوض
بهدوء صراعاً ضد القوى الأخرى المضادة للإسلام كاليهود الذين تم القضاء عليهم في خيبر والمواقع المجاورة
له، والبيزنطيين وحلفائهم العرب الذين ازداد تكالبهم في الجهات الشمالية بازدياد
نشاط الإسلام هناك فضلاً عن التجمعات القبلية البدوية المشركة المنتشرة في
الصحراء والتي كانت تنتظر الفرصة لانزال الضربات بالمسلمين |
||||||||||||
الدرس التاسع: الصراع مع القبائل المشركة الأخرى
|
||||||||||||
غزوة حنين:
|
||||||||||||
ولَّد
فتح مكة والانتصار العظيم الذي حققه المسلمون على قريش وقاعدتهم الوثنية ردَّ
فعل عنيف لدى القبائل العربية المشركة في الشمال وعلى
رأسها هوازن وثقيف، ورأت أن تتحرك لتوجيه ضربة للمسلمين قبل أن يستفحل
الخطر وتجد هذه القبائل نفسها محاطة بالمسلمين من كل مكان. وتمكن
علي عليه السلام من قتل
حامل راية هوازن وبدأت الكفة تميل لصالح المسلمين، وما لبث المشركون أن
أخذوا بالتراجع، وانقض عليهم المؤمنون يعملون فيهم قتلاً وأسراً، فأصيبوا بهزيمة
نكراء وفروا لا يلوون على شيء، تاركين وراءهم النساء والأولاد والأموال وما أن
عاد إلى الميدان أولئك الذين تراجعوا إلى الخلف من المسلمين، حتى وجدوا أسارى
المشركين مكتفين بين يدي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم. |
||||||||||||
أُوطاس:
|
||||||||||||
تراجع المشركون
بقيادة مالك بن عوف صوب الطائف، وعسكر بعضهم في أوطاس، وتوجهت فئة أخرى نحو نخلة، فقرر النبي ص ملاحقتهم ولم يتح لهم فرصة يستردون فيها قواهم ويعيدون تنظيم صفوفهم، فأرسل
ص على الفور قوة من فرسان المسلمين لمطاردة أولئك الذين توجهوا نحو نخلة، وقوة ثانية
كُلفت بقتال المشركين في أوطاس، وهناك أوقع
المسلمون بهم شرَّ هزيمة. |
||||||||||||
حصار الطائف:
|
||||||||||||
تمكن مالك بن عوف من الفرار مع جيش هوازن وثقيف إلى الطائف،
فانطلق النبي صلى الله عليه وآله وسلم بجيش
المسلمين صوب الطائف حيث اعتصم المنهزمون بحصونها المنيعة وأعدوا العدة للقتال،
ونزل صلى الله عليه وآله وسلم قريباً من الحصون حيث عسكر هناك، وجرت مناوشات بين
الطرفين إستشهد خلالها جماعة من المسلمين بنبال العدو، الأمر الذي دفع الرسول
صلى الله عليه وآله وسلم إلى إبعاد معسكره عن مدى النبال التي كانت تنطلق من
حصون ثقيف. وظل يحاصرهم بضعاً وعشرين يوماً، حيث استمر القتال خلالها عنيفاً
حيناً ومتقطعاً أحياناً. وقد استعمل فيه المسلمون الات الحصار لأول مرة كالمنجنيق والدبابة وقد تمكنت قوة من المسلمين
من الزحف بدباباتهم إلى جدار الطائف وبدأوا بخرقه لولا أن أرسلت عليهم ثقيف
قطعاً من حديد محمية بالنار اضطرتهم إلى الانسحاب. |
||||||||||||
إن نظرة تحليلية
على أحداث معركة حنين تقودنا إلى تسجيل الأمور التالية:
|
||||||||||||
أولاً: إن
السبب في هزيمة المسلمين في بداية المعركة هو غرور المسلمين بأنفسهم وإعجابهم
بكثرتهم وقوتهم حيث لم يسبق لهم أن واجهوا عدواً بهذا العدد الكبير من
المقاتلين، فأراد الله سبحانه أن يعلمهم أن الكثرة لا
تغني شيئاً عندما تفقد عناصر الإيمان والاخلاص والصبر والتوكل على الله. قال تعالى: ﴿لَقَدْ نَصَرَكُمُ اللّهُ فِي مَوَاطِنَ كَثِيرَةٍ وَيَوْمَ
حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنكُمْ شَيْئًا
وَضَاقَتْ عَلَيْكُمُ الأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ ثُمَّ وَلَّيْتُم مُّدْبِرِينَ﴾ التوبة:25. ثالثاً: إن على المسلمين أن يعتبروا من
حوادث حنين فلا يغتروا بكثرة العدد والعتاد فالكثرة وحدها لا تغني شيئاً، بل
المهم في ساحة الجهاد وجود المؤمنين المنصهرين بالإيمان ذوي الإرادة الصلبة
والعزيمة الراسخة حتى لو كانوا قلة. |
||||||||||||
الدرس العاشر: الصراع ضد اليهود
|
||||||||||||
من
المعلوم تاريخياً ومن خلال سير الأحداث أن اليهود أشد الناس حقداً على الاسلام
والمسلمين، وقد وقفوا في مواجهة هذا الدين من أول يوم ظهوره بالرغم من كل
الحقائق التي كانوا يعرفونها عنه إستناداً إلى ما بشرت به توراتهم وكتبهم. |
||||||||||||
أسباب عداء اليهود
للاسلام:
|
||||||||||||
ولعل من أسباب عداء اليهود للاسلام
والمسلمين هو:
|
||||||||||||
أولاً: أنهم
قد وجدوا أن هذا النبي ص يدعو الناس الى دين هو نظام كامل وشامل للحياة، وأن هذا
الدين قد جاء بنظام متكامل ومتوازن، واهتم بمحاربة الربا والاحتكار، وجميع أنواع
وأشكال استغلال إنسان لإنسان اخر، وجعل في أموال الناس حقاً معلوماً للسائل
والمحروم، فلم ينسجم ذلك مع أطماعهم، بل رأوه يتنافى مع تلك الأطماع ومع أهدافهم
ومصالحهم ومع نظرتهم للكون والحياة والانسان. |
||||||||||||
الخلاصة
|
||||||||||||
إن
الاسلام حوّل اليهود من موقع القوة والنفوذ بسبب سياساتهم وطروحاتهم إلى موقع
الضعف والهوان، وأبطل إدعاءاتهم بالتفوق الاجتماعي والعلمي، وقضى على اليهودية
المحرَّفة وعلى أحلام بني اسرائيل، فامتلأت قلوبهم بالغيظ والأحقاد على هذا
الدين وأتباعه فبدؤا بمعاداة الاسلام ومواجهته بأشكال التامر والغدر والخيانة. |
||||||||||||
اليهود
في مواجهة الاسلام:
|
||||||||||||
حاول اليهود مواجهة
الاسلام والمد الاسلامي بكل ما لديهم من قوة عبر الأساليب التالية:
|
||||||||||||
1- تشكيك البسطاء وضعاف النفوس بالاسلام. |
||||||||||||
موقف
النبي صلى الله عليه وآله وسلم من اليهود:
|
||||||||||||
إن
جميع محاولات اليهود للقضاء على الاسلام والمسلمين باءت بالفشل الذريع، بسبب وعي
القيادة الاسلامية العليا. |
||||||||||||
الاتجاه الأول
|
||||||||||||
وفيه
اتبع النبي صلى الله عليه وآله وسلم أسلوب الاغتيالات المنظّمة لبعض أفرادهم
ورموزهم الذين ظهر كيدهم، وأعلنوا الحرب على الإسلام من خلال الجهر بالتحريض على
النبي صلى الله عليه وآله وسلم وهجائه، والتعرض لنساء المسلمين بالأذى، وكانوا
يشكلون خطراً جدياً على صعيد استقرار المنطقة، فتم
اغتيال أبي عفك اليهودي الذي كان يحرض على رسول الله صلى الله عليه وآله
وسلم ويقول فيه الشعر، على يد سالم بن عمير،
وقُتلت العصماء بنت مروان اليهودية على يد عمير بن عون ليلاً، حيث كانت تعيب الاسلام والمسلمين، وتؤنِّب الأنصار على اتباعهم لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وتقول الشعر في هجوه صلى الله عليه وآله وسلم، وتحرض
عليه، وأرسل النبي ص أحد أصحابه في السنة
الثالثة بعد الهجرة، فاغتال كعب بن الأشرف الذي
كان قد ذهب إلى مكة بعد حرب بدر وحرض المشركين ولم يخرج منها حتى جمع أمرهم على
حرب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وعندما سأله المشركون: أديننا أحب إلى
الله أم دين محمد وأصحابه؟ أجابهم: بل أنتم أهدى منهم سبيلا، وكان يهجو النبي في شعره، ويتعرض بالأذى لنساء المسلمين،
وهكذا تتابعت عمليات القتل لبعض أفراد اليهود فاغتيل ابن
سنينة، وأبو رافع بن أبي الحقيق من يهود خيبر
وغيرهما... |
||||||||||||
الاتجاه الثاني:
|
||||||||||||
ولكن
بالرغم من ذلك، فإن اليهود لم يتراجعوا عن الدس والتحريض والتامر، واستمروا في
عنادهم وتماديهم في إيذاء المسلمين ونشر الفساد، ونقضهم للمعاهدات التي وقّعوا
عليها بملء اختيارهم وكان ذلك يتفاقم بين حين واخر إلى درجة بالغة الخطورة،
فكان لا بد من التعامل معهم بأسلوب اخر فكانت الحرب
الشاملة والمصيرية ضدهم حيث لا يمكن اجتثاث مادة فسادهم بغير ذلك. |
||||||||||||
الصراع ضد اليهود
|
||||||||||||
الحروب الشاملة ضد
اليهود:
|
||||||||||||
أ- غزوة
بني قينقاع:
|
||||||||||||
إن
ممارسات اليهود قد هيأت الجو للتخلص من بغيهم وإفسادهم ومكرهم على مراحل، وكان
أول ما قام به النبي صلى الله عليه وآله وسلم هو مواجهة بني قينقاع وإجلائهم عن
المدينة المنورة. |
||||||||||||
ب- غزوة
بني النضير:
|
||||||||||||
وجاء دور بني النضير بعد قينقاع، فقد ظهر للنبي صلى الله عليه وآله وسلم ولكل أحد أنهم
يكيدون له سراً ويدبرون أمراً للغدر به واغتياله صلى الله عليه وآله وسلم، وقد
شرعوا في تنفيذ ذلك وساروا في هذا السبيل خطوات، فقرر إجلائهم عن مواضعهم بعد أن
ظهر للعيان فسادهم، وقد تعامل النبي ص معهم كما تعامل قبلهم مع بني قينقاع بمزيد
من الرفق والتسامح، حيث أنذرهم في البداية بأن
يخرجوا من حصونهم وينزحوا من يثرب في مدة عشرة أيام، ولكنهم رفضوا الاذعان لهذا
الانذار أول الأمر، ثم بدا أنهم أذعنوا لحكم الرسول صلى الله عليه وآله وسلم
ورضوا بالجلاء عن يثرب لكن جماعة من المنافقين من بني عوف وعلى رأسهم عبد الله
بن أبي بعثوا إليهم: "أن
اثبتوا وتمنّعوا فإنّا لا ن سلم كم إن قوتلتم قاتلنا معكم، وإن خرجتم خرجنا معكم". أنظر السيرة النبوية لإبن هشام: ج3، ص200. |
||||||||||||
ج- غزوة
بني قريظة:
|
||||||||||||
لقد
كان بين يهود بني قريظة وبين رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عهد واتفاق على أن لا يحاربهم ولا يحاربوه، ولا يعينوا
عليه أحداً، غير أنهم نقضوا العهد وتعاونوا مع
قريش والمنافقين في معركة الأحزاب ضد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ودعوته. |
||||||||||||
د- معركة خيبر:
|
||||||||||||
كان
يهود خيبر من أقوى الطوائف اليهودية في بلاد الحجاز وأكثرهم عدداً وعدة وأمنعهم
حصوناً، فخيبر قرية من قرى اليهود المجاورة للمدينة،
تقع على قمة جبل، ويحيطها حصن حجري ظن أهله أنه مانعهم من إرادة الحق،
وسيوف المجاهدين المؤيدين بنصر الله سبحانه، ويهود خيبر على عادة اليهود، قد
استحكم بهم الغرور، وغرّهم المال والسلاح الذي بأيديهم. |
||||||||||||
الرسول صلى الله
عليه وآله وسلم يصبر ويصبر على كل أذى خيبر
|
||||||||||||
وفي
ظل هذه الأجواء راح الرسول صلى الله عليه وآله وسلم يصبر ويصبر على كل أذى خيبر
بسبب ما كانت تمارسه ضد الإسلام والمسلمين، فمنها: |
||||||||||||
إن انتصار المسلمين
الساحق في خيبر يعود إلى العوامل التالية:
|
||||||||||||
1- التخطيط العسكري والتكتيك الحربي
الدقيق. |
||||||||||||
هـ- يهود
فدك:
|
||||||||||||
لما
سمع يهود فدكالقرية اليهودية المجاورة لخيبربما حلَّ برفاقهم في خيبر بعثوا إلى رسول الله صلى الله
عليه وآله وسلم يعلنون رغبتهم في المصالحة على مناصفة أراضيهم، فوافق صلى الله
عليه وآله وسلم على ذلك وصالحهم على نصف ناتج الأرض،
فكانت خيبر ملكاً للمسلمين لأنه استولى عليها بالحرب، وفدك
للنبي صلى الله عليه وآله وسلم خاصة لأنه
تملكها بالصلح، وقد وهبها النبي صلى الله عليه
وآله وسلم لفاطمة الزهراء عليها
السلام في حياته، وسلمها إياها وجعلت عمالها
فيها وصارت هي المشرفة على أعمالها وعلى ناتجها. وكانت
تصرف ناتجها على فقراء بني هاشم وحسبما تشاء. |
||||||||||||
و- يهود
وادي القرى وتيماء:
|
||||||||||||
أما وادي القرى التي كان أهلها من اليهود الحربيين الذين تامروا على الإسلام
والمسلمين فقد توجه إليها النبي صلى الله عليه وآله وسلم وفرض الحصار عليها،
ودعا أهلها إلى الإسلام، وأخبرهم أنهم إن أسلموا أحرزوا أموالهم وحقنوا دماءهم،
وحسابهم على الله، ولكنهم أبو وأصروا على القتال، وجرت بين الطرفين مناوشات
محدودة، والنبي يعرض عليهم الإسلام وهم يأبون مما دفعه إلى تشديد الحصار عليهم
حيث تمكن من فتح بلدهم عنوة، وبقي هناك أربعة أيام قسم خلالها الغنائم على
أصحابه، وترك المزارع بيد اليهود مناصفة عليها. |
||||||||||||
الدرس الحادي عشر: حركة النفاق في العصر المدني
|
||||||||||||
وجد الوثنيون في المدينة أنفسهم في
وضع حرج بعد الانتصار الكبير الذي حققه المسلمون في بدر على القيادة الوثنية
المتمثلة بقريش، فهم اما أن يبقوا على كفرهم فيعرضوا أنفسهم للعقاب، واما أن
ينتموا للدين الجديد، وهم لم يألفوا الانضباط والانقياد لسلطة موحدة، ولا
الالتزام بمبادىء وشعائر وأخلاقيات دائمة ثابتة كما يريد الإسلام. |
||||||||||||
الأساليب العدائية
للمنافقين:
|
||||||||||||
اتخذت
أساليب المنافقين في مواجهة الإسلام أشكالاً شتى، بعضها مخطط مدروس، وبعضها عفوي
مرتجل، وهي في كلتا الحالتين استهدفت وضع الحواجز والعراقيل في طريق الإسلام
والتخريب من الداخل. |
||||||||||||
أولاً: مدُّ يد العون لليهود
ومساندتهم فيما كانوا يحيكونه من مؤامرات على الاسلام
|
||||||||||||
أولاً:
مدُّ يد العون لليهود ومساندتهم فيما كانوا يحيكونه من مؤامرات على الاسلام، فقد كان المنافقون على صلة دائمة بهم، بل ان اليهود هم الذين
أذكوا حركة النفاق في المدينة، بعدما التقت أهدافهم مرحلياً معها، لأنهم جميعاً
كانوا يرون أن إنتصار الإسلام وانتشاره وازدياد نفوذه يضر بمصالحهم وبموقعهم
السياسي والاجتماعي والاقتصادي في المنطقة. |
||||||||||||
ثانياً: ارتكاب الخيانة بالانسحاب من
ميادين الجهاد في اللحظات الحرجة
|
||||||||||||
ثانياً: ارتكاب الخيانة بالانسحاب من ميادين الجهاد في اللحظات
الحرجة، وتثبيط الناس وتفريقهم عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وشل
إرادتهم عن الجهاد، وإظهار الشماتة في ساعات المحنة، وتشكيك المسلمين بصحة
موقفهم وسلامة نهجهم، وهذا ما برز في الوقائع التالية: |
||||||||||||
ثالثاً: التخريب الداخلي وإثارة
الفتنة بين فئات المسلمين، ونشر الشائعات الهدامة.
|
||||||||||||
ففي غزوة بني المصطلق حاولوا إثارة الحس القبلي بين
المهاجرين والأنصار وكادت أن
تقع فتنة بين الطرفين لا يعلم الا الله مداها لولا حكمة
النبي ص ، فقد حدث حينذاكان ازدحم على
بئر هناك غلام من بني غفار لعمر بن الخطاب، مع
غلام جهني من يثرب، فاقتتلا، فصرخ الجهني: يا
معشر الأنصار، وصرخ الغفاري: يا معشر المهاجرين!
وكاد أن يقع القتال بين الفريقين إلا أن أحدهما ما لبث أن عفا عن الاخر واصطلح
الرجلان بعد تدخل بعض المسلمين من المهاجرين والانصار.
فرأى زعيم المنافقين أن ينتهز فرصة هذه الحادثة فأظهر غضبه وقال بعصبية:"أوقد فعلوها؟! قد نافرونا وكاثرونا في بلادنا، والله ما
عُدنا وجلابيب قريش إلا كما قال الأول (سَمّنْ
كلبك يأكلك): والله
لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجنَّ الأعزّ منها الأذل". |
||||||||||||
رابعاً: قيامهم بأعمال يراد منها
الاضرار بالمسلمين وتفريق صفوفهم ووحدتهم وتماسكم،
|
||||||||||||
وذلك
كبنائهم (مسجد الضرار) الذي تحدث عنه القران وأطلق عليه
هذه التسمية، فكشف بذلك نياتهم وفضح خطتهم التي استهدفت احداث تمزق وانشقاق في
قلب المجتمع الإسلامي. قال تعالى: ﴿وَالَّذِينَ اتَّخَذُواْ مَسْجِدًا ضِرَارًا وَكُفْرًا
وَتَفْرِيقًا بَيْنَ الْمُؤْمِنِينَ وَإِرْصَادًا لِّمَنْ حَارَبَ اللّهَ
وَرَسُولَهُ مِن قَبْلُ وَلَيَحْلِفَنَّ إِنْ أَرَدْنَا إِلاَّ الْحُسْنَى
وَاللّهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ * لاَ تَقُمْ فِيهِ أَبَدًا
لَّمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَن تَقُومَ
فِيهِ فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَن يَتَطَهَّرُواْ وَاللّهُ يُحِبُّ
الْمُطَّهِّرِينَ﴾ التوبة:107-108.. |
||||||||||||
موقف النبي صلى
الله عليه وآله وسلم من حركة النفاق:
|
||||||||||||
من الثابت تاريخياً
أن النبي ص لم يدخل في صراع مسلح ضد المنافقين
كما فعل مع القوى الوثنية، واليهودية، والنصرانية، بالرغم من كل ممارساتهم
التخريبية، بل انه صلى الله عليه وآله وسلم حتى لم
يعزلهم عن المجتمع الاسلامي باستثناء ما حدث في أعقاب غزوة تبوك وإنما
كانوا ينخرطون حتى في الجيش الإسلامي ويشاركون في العمل الجهادي ولم يتخذ
تدبيراً يمنعهم به من الحضور في ساحة الجهاد في الوقت الذي كان يعلم أنهم إنما
يفعلون ذلك إما تمهيداً للخيانة بالمسلمين وتسليمهم إلى أعدائهم، وإما طمعاً في
المال والغنائم. |
||||||||||||
والجواب يتلخص في
النقاط التالية:
|
||||||||||||
1- ان مشكلة المنافقين تكمن في أن هذه
القوة المعادية غير واضحة الأبعاد مندسة في
صفوف المسلمين، قديرة على الاستخفاء في أعقاب أي تخريب تمارسه، وقحة إلى حد
إنكار الجرم المتلبسة به والتفلت مما يدينها، مما جعل من أي عمل تخريبي تنسبه
إليها لا يعدو كونه في الظاهر ولدى الرأي العام مجرد تهمة مشكوك فيها، فلم يكن
بإمكان الرسول صلى الله عليه وآله وسلم والحال هذه أن يعاقبهم أو حتى أن يعزلهم
لأنه سيفسر ذلك بأن النبي يعاقب على التهمة ويأخذ بالظنة ويحصد مئات الرؤوس
لمجرد الشك في أنها تتامر على سلامة الدولة. 6- وكذلك،
فإن اتخاذ أي إجراء ضد المنافقين، لربما يكون سبباً في تقليل إقبال الناس على
الإسلام، وعدم وثوقهم بمصيرهم، وما سوف يؤول إليه أمرهم معه فيه، ولا سيما إذا
لم يستطيعواأن يتفهّموا سر ذلك الإجراء، ولا أن يطلعوا على أبعاده وخلفياته. |
||||||||||||
الخلاصة
|
||||||||||||
ان
مواجهة المنافقين بالعنف والقتل والصراع المسلح لم تكن في مصلحة الإسلام
والمسلمين ولذلك فلم يلجأ النبي صلى الله عليه وآله وسلم إلى هذا الأسلوب. |
||||||||||||
الدرس الثاني عشر:
وفاة النبي صلى الله عليه وآله وسلم
|
||||||||||||
حجة الوادع:
|
||||||||||||
عندما
حان موعد الحج من العام العاشر للهجرة، أعلن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
أنه سيحج بنفسه في الناس هذا الموسم، فاجتمع إليه الناس من كل مكان، ثم ما لبث
أن غادر المدينة في الخامس والعشرين من ذي القعدة مصطحباً معه نساءه وابنته
فاطمة الزهراء عليها السلام . |
||||||||||||
بيعة غدير خم:
|
||||||||||||
ما
أتم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حجه خرج من مكة متجهاً إلى المدينة ومعه
تلك الوفود التي لم تشهد لها مكة نظيراً في تاريخها انذاك، ولما انتهى إلى مكان
قريب من الجحفة يقال له غدير خم، وقبل أن يتفرق الناس كلٌ إلى ناحيته، نزل في
ذلك المكان في الصحراء وكان يوماً قائظاً شديد الحرارة، بعد أن نزل عليه قوله
تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ
بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا
بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ ...﴾.
فقال
له النبي ص لا تزال يا حسان مؤيداً بروح القدس ما نصرتنا بلسانك. |
||||||||||||
جيش أسامة:
|
||||||||||||
لم
يطل بالمسلمين المقام بعد رجوعهم من حجة الوداع حتى أمر النبي صلى الله عليه
وآله وسلم بتجهيز جيش لعله من أكبر الجيوش التي عرفتها المدينة
من قبل، بدليل أنه حشد في ذلك الجيش وجوه المهاجرين كأبي بكر وعمر وعثمان وغيرهم
من المهاجرين والأنصار كما تنص على ذلك المؤلفات في السيرة والتاريخ، وأمَّر على
ذلك الجيش أسامة بن زيد بن حارثة وهو يوم ذاك في مطلع شبابه لا يتجاوز العشرين
من عمره، مما دعا إلى دهشة كبار الصحابة واستيائهم من تأميره عليهم، وتثاقلوا في
تنفيذ أوامره بالرغم من تأكيداته المتتالية على تسريح الجيش بقيادته، واضطر صلى
الله عليه وآله وسلم أن يخرج إلى الناس ويحثهم على الخروج والجهاد بقيادة أسامة،
وبدا عليه الانزعاج والتصلب حينما طالبوه بأن يولي عليهم غيره، وقال لهم: لعمري
لئن قلتم في إمارته اليوم فلقد قلتم في إمارة أبيه من قبله، وانه لخليق بالامارة
كما كان أبوه خليقاً بها من قبل. |
||||||||||||
الوصية الأخيرة:
|
||||||||||||
اشتد
المرض بالنبي ص ، فمكث ثلاثة أيام موعوكاً، ثم
خرج إلى المسجد معصوب الرأس معتمداً على أمير المؤمنين عليه السلام وعلى الفضل
بن العباس، حتى صعد المنبر فجلس عليه ثم قال: "معاشر الناس، قد حان مني خفوف من
بين أظهركم، فمن كان له عندي عِدَةٌ فليأتني أُعطه إياها، ومن كان له عليَّ
دينٌ فليخبرني به. معاشر الناس، ليس بين الله وبين أحد شيء يُعطيه به خيراً أو
يصرف به عنه شراً إلا العمل. ولما افاق نظر إليهم وقال: ائتوني بدواة وكتف لأكتب لكم كتاباً لا تضلوا بعده أبداً،
ثم أغمي عليه، فقام بعض من حضر يلتمس دواة وكتفاً فقال له عمر: ارجع، فإنه
يهجر!! فرجع، فلما أفاق قال بعضهم: ألا نأتيك بكتفٍ يا رسول الله ودواة؟ قال:
أبعد الذي قلتم!! لا، ولكني أوصيكم بأهل بيتي خيراً، واعرض بوجهه عن القوم
فنهضوا. |
||||||||||||
وفاة النبي صلى
الله عليه وآله وسلم:
|
||||||||||||
اشتدت
وطأة المرض على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في اليوم التالي، وحُجب الناس
عنه، وكان علي عليه السلام لا يفارقه إلا لضرورة، فلما
حضره الموت قال له: ضع يا علي رأسي في حجرك فقد جاء أمر الله تعالى، فإذا
فاضت نفسي فتناولها بيدك وامسح بها وجهك، ثم وجهني إلى القبلة، وتول أمري، وصل
عليَّ أول الناس، ولا تفارقني حتى تواريني في رمسى، واستعن بالله تعالى. |
||||||||||||
للمطالعة: وإِنَكّ لعَلَى خُلُق عَظِيم
|
||||||||||||
سلوكه الشخصي1
|
||||||||||||
كان
أمير المؤمنين عليه السلام اذا وصف رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: كان أجود
الناس كفاً، وأجراً الناس صدراً، وأصدق الناس لهجة، وأوفاهم ذمة، وألينهم عريكة،
وأكرمهم عشرة، ومن راه بديهة هابه، ومن خالطه فعرفه أحبه، لم أرى مثله قبله ولا
بعده. |
||||||||||||
سلوكه الشخصي / 2
|
||||||||||||
نموذج النظافة وأناقة المظهر:
|
||||||||||||
|
||||||||||||
سلوكه الشخصي / 3
|
||||||||||||
زهده صلى الله عليه وآله وسلم:
|
||||||||||||
إذا
أردنا أن نكوِّن فكرة واضحة عن زهد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم علينا أن
نعرف طعامه، ولباسه ومسكنه ومدخراته. |
||||||||||||
سلوكه الشخصي4
|
||||||||||||
شجاعته وثباته:
|
||||||||||||
إذا
أردنا أن نكوِّن فكرة واضحة عن مدى شجاعة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
فلنستمع إلى شهادة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام وهو يصف شجاعة
رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حيث يقول: "لقد
رأيتنا يوم بدر ونحن نلوذ بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم وهو أقربنا إلى العدو
وكان من أشد الناس يومئذٍ بأساً". |
||||||||||||
سلوكه الشخصي / 5
|
||||||||||||
منطقه صلى الله عليه وآله وسلم
|
||||||||||||
|
||||||||||||
سلوكه الاجتماعي /
1
|
||||||||||||
نماذج من اداب معاشرته للناس:
|
||||||||||||
|
||||||||||||
سلوكه الاجتماعي / 2
|
||||||||||||
تقديمه أهل الفضل والتقوى:
|
||||||||||||
عن
الإمام الحسين عليه السلام قال: سألت أبي عن دخول النبي صلى الله عليه وآله وسلم
فقال: كان دخوله لنفسه مأذوناً له في ذلك. فقال عليه السلام:
كان رسول الله يخزن لسانه إلا فيما يعنيه، ويؤلفهم ولا يفرقهم، ويكرم كريم كل
قوم ويوليه عليهم، ويحذر الناس الفتن، ويحترس منهم من غير أن يطوي عن أحد بشره
ولا خلقه، ويتفقد أصحابه، ويسأل الناس عما في الناس، فيحسن الحسن ويقوِّيه،
ويقبح القبيح ويوهنه، معتدل الأمر غير مختلف، لا يغفل مخافة أن يغفلوا أو يملوا،
لكل حال عنده عتاد، لا يقصر عن الحق، ولا يجوزه، الذين يلونه من الناس خيارهم،
أفضلهم عنده أعمهم نصيحة، وأعظمهم عنده منزلة أحسنهم مواساة ومؤازرة. |
||||||||||||
سلوكه الاجتماعي /
3
|
||||||||||||
تقديمه أهل الفضل والتقوى:
|
||||||||||||
عن الإمام الحسين عليه السلام قال: سألت أبي عن دخول النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقال: كان
دخوله لنفسه مأذوناً له في ذلك. فقال عليه السلام: كان رسول الله يخزن لسانه إلا فيما يعنيه، ويؤلفهم ولا
يفرقهم، ويكرم كريم كل قوم ويوليه عليهم، ويحذر الناس الفتن، ويحترس منهم من غير
أن يطوي عن أحد بشره ولا خلقه، ويتفقد أصحابه، ويسأل الناس عما في الناس، فيحسن
الحسن ويقوِّيه، ويقبح القبيح ويوهنه، معتدل الأمر غير مختلف، لا يغفل مخافة أن
يغفلوا أو يملوا، لكل حال عنده عتاد، لا يقصر عن الحق، ولا يجوزه، الذين يلونه
من الناس خيارهم، أفضلهم عنده أعمهم نصيحة، وأعظمهم عنده منزلة أحسنهم مواساة
ومؤازرة. |
||||||||||||
سلوكه الإجتماعي /
4
|
||||||||||||
تواضعه صلى الله عليه وآله وسلم
|
||||||||||||
|
||||||||||||
سلوكه الإجتماعي /
5
|
||||||||||||
مدرسة الحلم والعفو
|
||||||||||||
من أبرز ما اتصفت به الأخلاق
النبوية هو الحلم عن اخطاء الاخرين والعفو عن سيئاتهم. * ومن عظيم عفوه ما تجلى يوم فتح مكة، فالبرغم من القسوة
والوحشية اللتين عومل بهما جسد عمه حمزة بن عبد المطلب في معركة أُحُد، لم يلجأ
إلى الانتقام من وحشي قاتل حمزة، ولا من هند زوجة أبي سفيان التي مثلت في جسده،
مع أنهما كانا في قبضته وكان يستطيع معاقبتهما والنيل منهما. |
||||||||||||
سلوكه الإجتماعي /
6
|
||||||||||||
مدرسة الوفاء
|
||||||||||||
من الخصال الإنسانية والأخلاقية في شخصية رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم هي خصلة الوفاء، الوفاء بالوعد، والوفاء بمعناه
الانساني والاخلاقي الواسع الذي يقود إلى صنع الجميل تجاه من أحسن أو أسْدَ خدمة
أو معروفاً. |
||||||||||||
سلوكه العسكري
والأمني:
|
||||||||||||
|
||||||||||||
أخلاقه في أُسرته /
1
|
||||||||||||
علاقة الرسول صلى الله عليه وآله
وسلم بنسائه:
|
||||||||||||
كما كان رسول اللَّه صلى الله عليه
وآله وسلم مثلاً أعلى في شتى ألوان تعامله وانماط سلوكه، كان كذلك في علاقاته
بازواجه، كي يكون قدوة لأمته في كل شأن من شؤونها في الحياة كما شاء اللَّه
تعالى. 3-
ومن حسن سيرة المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم مع أزواجه: انه كان يتجمّل لنسائه، ويهتم بملاطفتهن، ويرضي عواطفهن. |
||||||||||||
أخلاقه صلى الله
عليه وآله وسلم في أسرته / 2
|
||||||||||||
الأب المثالي:
|
||||||||||||
كان رسول اللَّه صلى الله عليه وآله
وسلم يعامل أولاده بكل عطف ومحبة ورفق ولين، وكان يقول صلى الله عليه وآله وسلم: "أولادنا أكبادنا"، وكان يسعى في تربيتهم وتعليمهم اداب الإسلام. واخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين |
||||||||||||
الفهرس الدرس الأول: السيرة النبوية ومصادرها الأصلية
مصادر يمكننا أن نستخلص بالاعتماد عليها
معالم شخصية النبي وتفاصيل حياته وسيرته وهي: ثانياً: النصوصُ
الواردة عن أئمة أهل البيت ع التي عرضت سيرة وحياة رسول الله.
ثالثاً: الروايات
التاريخية المروية بالتواتر عن المسلمين الأوّلين.
أهمُّ الضوابط والقواعد التي ينبغي
اعتمادها في هذا المجال هي:
أولاً: دراسة
أحوال وأوضاع الناقلين للحديث.
ثالثاً: عرضُ النصوص التاريخية
وغيرها على القران الكريم. رابعاً: عدم
التناقض والتنافي بين النصوص، خامساً: ان لا يخالف النص الواقع المحسوس..
سادساً: ان لا يخالف البديهيات والضرورات
العقلية الثابتة،
سابعاً: ان لا يخالف الحقائق العلمية الثابتة بالأدلة
القطعية،
ثامناً: ان لا يحمل النص تناقضاً
مع ما هو ثابت تاريخياً بصورة قطعية، الدرس الثاني: حالة المجتمعات العربية
قبل الاسلام
بعثة رسول الله صلى الله عليه وآله
وسلم.
العوامل المساعدة على انتصار الإسلام
أولاً- نوع معجزة الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم: ثانياً- خصائص شخصية رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ثالثاً- الحالة الاجتماعية والأخلاقية المتردية
رابعاً- بشائر
أهل الكتاب (اليهود والنصارى) خامساً- الفراغ العقائدي والسياسي: التي كانت تعيشه المنطقة انذاك.
سادساً- صمود أصحابه صلى الله
عليه وآله وسلم.
الدرس الثالث: مكانة
النبي صلى الله عليه وآله وسلم قبل البعثة إن نظرة تحليلية بسيطة على هذا الحلف تقودنا الى تسجيل
الأمور التالية:
يذكر اليعقوبي روايتين في سبب ذلك:
إن التأمل في وقائع هذه الحادثة يجعلنا نخلص إلى النتائج
التالية: القول بأن علياً
عليه السلام هو أول من أسلم من الصبيان لا من الرجال. فهو قول عجيب، وذلك لما
يلي: الدرس الرابع: ما بين البعثة والهجرة
مراحل الدعوة الاسلامية في حياة النبي
ص منذ بعثته الى وفاته مرت بثلاث مراحل: المرحلة الأولى (الدعوة الهادئة للأفراد)
الخطوة الثانية: دعوة
عامة الناس بمن فيهم قريش إلى الدخول في الاسلام.
وأهم الدوافع التي أدت للهجرة هي:
الدرس الخامس: بناء الدولة المجتمع السياسي الاسلامي.
ثالثاً- الصحيفة: مع
بداية الهجرة كان ثمة خمس طوائف من السكان في المدينة هم:
ما يمكن استفادته من الروايات المتفرقة
الدرس السادس: الصراع
المسلح مع قريش..
واجه النبي صلى الله عليه وآله وسلم عسكرياً ثلاث فئات من
الاعداء هم: حققت هذه السرايا المنجزات التالية:
لعل أبرز نتائج هذه المعركة أنها:
الدرس السابع:
الصراع المسلح مع قريش..
وقد تعرّض القران الكريم لبعض هذه المواقف وغيرها على
النحو التالي.
أسباب الهزيمة والدروس المستفادة:
الدرس الثامن: الصراع المسلح مع قريش.. فرزت حرب الخندق المسلمين إلى ثلاث فئات:
الدرس التاسع: الصراع مع القبائل المشركة الأخرى.
إن نظرة تحليلية على أحداث معركة حنين تقودنا إلى تسجيل
الأمور التالية:
الدرس العاشر: الصراع ضد اليهود حاول اليهود مواجهة الاسلام والمد الاسلامي بكل ما لديهم
من قوة عبر الأساليب التالية:
موقف النبي صلى الله عليه وآله وسلم من اليهود:
الرسول صلى الله عليه وآله وسلم يصبر ويصبر على كل أذى
خيبر
إن انتصار المسلمين الساحق في خيبر يعود إلى العوامل
التالية: الدرس الحادي عشر: حركة النفاق في العصر المدني.
موقف النبي صلى الله عليه وآله وسلم من حركة النفاق: والجواب يتلخص في النقاط التالية:
الدرس الثاني
عشر: وفاة النبي صلى الله عليه وآله وسلم. وفاة النبي صلى الله عليه وآله وسلم:
للمطالعة: وإِنَكّ لعَلَى خُلُق عَظِيم.
أخلاقه صلى الله عليه وآله وسلم في أسرته / 2. |
||||||||||||